التغطية والخبرة الإعلامية ..
هنالك بعض الوسائل الإعلامية الخاصة التي تريد أن تنقل صور حية وحقيقية من المشاعر على الهواء عن صدق نية وحسن مشاركة ، وتخسر وتبذل الكثير في سبيل ذلك ، ولكن قد يكون لعدم الدقة في إختيار المراسلين المتمكنين ، أثرها السيئة في نقل تلك الصورالجمالية والإبداعية وما يواكبها من أحداث ، مما كان لها مردوها السلبي على بعض تلك القنوات الناقلة ، ثم تأثيرها الأكثر سلبا على المتلقي ، وكان يمكن الإستفادة من خبرات المذيعين السعوديين أو العرب أو ممن يجيدون اللغات الآخرى و اللذين عايشوا هذه المواسم أعواما عديدة ، وهم كثر ونسمع تعليقاتهم ومتابعاتهم
مسؤلية وزارة الحج .. إن وزارة الحج ، مطالبة برفع مستوى التوعية ، إلى أن يصل إلى كل مستمع ومشاهد وقاريء في بلده ، سواء رغب الحج أم لم يرغب ، سواء كان مسلما أو غير مسلم ، يوضح الصورة الحقيقية لسمو الحج ، وسمو التنظيم والتعليمات التي تسخرها حكومة خادم الحرمين الشريفين خدمة للحجيج ، وأن الحاج والمعتمر في المملكة وخلال إقامتهما ، ينعمان بكافة المميزات التي ينعم بها المواطن السعودي ، بل هي في كثير من الجوانب تتميز عن المواطن كثير ، فالحاج والمعتمر لايدفعان أي رسوم ، حتى تلك الرسوم التي يدفعها المواطن والوافد القادم للعمل او الزيارة في داخل المملكة يعفى منها الحاج والمعتمر والأمثلة أكثر من أن تحصى
إن مكاتب السياحة في الخارج لها دور في ترويج حكاية الرسوم على الحجاج والمعتمر ، وهي تستحصلها لنفسها ، لذلك ينبغي أن يكون هنالك تحذيرات متكررة عبر كافة الوسائل الإعلامية المقرؤة والمسموعة والمرئية وبكافة اللغات بل واللهجات المحلية ، تحذر من يرغب الحج أو العمرة من ذلك وتوضح الصورة ، والغريب أن دولا كثيرة تفرض رسوما على حجاجها ، بعكس هذه البلاد التي حرصت على خدمة الحاج والمعتمر ، إبتغاء مرضات الله
توسيع هامش التوعية فقهيا .. والتوعية هنا نوعان ، توعيه بالمناسك والأنظمة واللوائح المنظمة لأداء النسك ، وتوعية خاصة بماتقدمه المملكة خدمة للحجيج والثاني تطرقنا إليه آنفا ، ولا أخفي أن التتوعية باللغة العربية ، قد لايخدم إلا النزر القليل ممن يجيدونها ، لأنهم لايشكلون نسبة كبيرة من الوافدين ، ثم أن التوعية باللغة العربية قد لايخدم شريحة كبيرة من حجاج الدول العربية ، فهم من الكبار في السن وغالبا من الأميين ، لذلك وعطفا على ماسبق فلابد من توسيع هامش التوعية باللغات الأخرى ، وأيضا باللهجات المحلية السمعية، وأن تصل إلى الحاج في عقر داره قبل أن يتقدم طالبا تأشير الحج ، والأهم من ذلك وصول تلك التعليمات إلى المتلقي هو في وضع نفسي ملائم ، فتصل إليه في داره خارج المملكة ، أما في الداخل أرى أن الحافلة صالة توعية مصغرة وناجحة جدا للتوعية عند وصول الحاج إلى أراضي المملكة ، فمعظم الحجاج حين يفدون ، ينقلون بحافلات النقابة إلى مكة المكرمة أو المدينة ، وفي كلتا الحالتين هنالك مجال رحب وخصب ووسط أجواء روحانية جياشة ومتأججة ، تساعد فعلا على أن تكون الوقت الأنسب للتوعية ، فبين مكة وجدة ، أكثر من ساعة بالحافلة ، وبين جدة والمدينة أو مكة والمدينة ، أكثر من أربع ساعات بالحافلة ، وهو وقت متسع للتوعية ، من خلال أشرطة الكاسيت أو الفديو خلال الرحلة ، وذلك عن خلال مواد تشرف عليها وتعدها وزارة الحج بالتعاون مع الوزارات الأخرى ، للتوعية في كل ما من شأنه تنوير الحاج ، وما يساعده على أداء نسكه فقهيا ، بعيدا عن المخالفات والبدع التي قد تعكر عليه صفو حجه ، وإرشاديا بما يساعدة على تفادي المخاطر والتوهان وما إلى ذلك مما قد ينغص على الحاج، وذلك حسب لغات ولهجات الوافدين المحلية ، سيما وأنهم يفدون جماعات ، ويرحلون جماعات ، وحسب تنظيم مكاتب الوكلاء ، مما يسهل تحديد الجنسية واللغة واللهجة ، وقد يكون ذلك من خلال صالات القدوم ، خلال ساعة ترحيب تخصص لهذا الغرض بطريقة غير مباشرة تقدم معها أكواب الشاي أو العصائر، أو أبعد من ذلك من خلال منح شريط كاسيت لكل حاج عند منح التأشيرة له من بلده ، وبالمناسبة أود أن أشير هنا إلى نقطة هامة وهي ، إلغاء دور مراكز توزيع الحجاج على الطرقات وفي مداخل المدن ، فهي من العوائق المؤثرة فعلا ، وتزيد من تعقيدات التنقل ، إذ يمكن تلافي ذلك بالتوزيع من محطة الوصول ، ووزارة الحج يجب أن تأخذ على عاتقها طباعة بروشرات بجميع اللغات وتعد أشرطة لهذا الغرض توزع على الحافلات وذلك على حساب النقابة ، حيث يعرف مسبقا جنسية ركاب كل حافلة منذ وقت كبير مما يسهل عملية تحديد اللغة
تحياتي