الموضوع: لم تكن وحدها
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 09-11-2003, 12:05 PM
العم صابر العم صابر غير متصل
دمعة خيانة
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2002
المشاركات: 203
إفتراضي لم تكن وحدها

لم تكن وحدها
لكنها كانت شاردة الذهن
كانت تفكر في كل شيء
وتتذكر كل شيء
تذكرت الإحباطات والإنكسارات والظلم
وربما تذكرت لحظات قليلة من السعادة
سعادة مصدرها الوحيد أن هناك من يفرح لرؤيتها
كانت قريبة من أخوتها ولأقاربها حد الالتصاق
ورغم كل ذلك لم تكن سعيدة على الدوام
كان من السهل غوايتها


وفي صباح مختلف
استيقظت مبكرا جدا
شعرت أنها المرة الأولى التي ترى فيها وجه الشمسعلى حقيقته
كان جميلا ... حد الغواية
لم تستطع مقاومة إغواء الشمس لها
شعرت للحظات أنها قد تلامسها
وأحست برغبة غريبة ... في تقبيل جبين الشمس
وحين تمكن الضعف منها
قررت الرحيل بإتجاه النور... حيث حبيبتها الجديدة
لكن الشمس كانت بعيدة ... بعيدة جدا
لم تعد تقوى على المتابعة
وإحباط جديد... لم تلامس الشمس!
وليس لديها الجرأة لمجرد التفكير في العودة
بقيت معلقة حيث لاوطن!
وهناك في مجتمعها الجديد
أحست أن الكل يريد التشبث بثيابها... ربما رأوا فيها بعض ملامح الوطن
كانوا كلهم غرباء.... ووطن أغرب!
لم يرضها الوضع...ربما كانت الغربة تـثـقل كاهلها
وفي لحظة شجاعة قررت أن تعود
أن ترتمي في أحضان الوطن


إرتخت ومدّت يديها كأنها طائر لا يضيع طريق عشه
وأغمضت عينيها
وانهمل سيل الأسئلة على كل ذرات ذاكرتها المتعبه
هل المكان هو المكان كما غادرته؟
هل شعر أحد بغيابها؟
هل إزداد المكان وحشة؟
من سيبتسم لعودتها؟


وفجأة!
ترتطم بعنف
أحست انها النهاية
كان سطحا أملسا وموحشا
كانت وحدها
فتحت عينيها ببطء شديد
كان المكان محبطا
وكأنها كانت تنتظر هذا الإحباط... قررت أن تنتحر
كانت تريد أن تلقي بنفسها بعيدا عن هذا المكان الأملس البائس
لم تكن تريد أن تمنحه شرف الموت بين جنباته
زحفت نحو الهاوية.. تكوّرت.. استجمعت قواها
ثم أطلت برأسها
تريد أن تتأكد أن المسافة كافية لتلاشيها
لم يعد لديها متسع لإحباط آخر!
تدلت ممسكة طرف الهاوية بيدها الضعيفة
بدأت يدها تنزلق ببطء شديد
لم يعد يبقيها معلقة إلا إصبع واحد
ثم انفصلت عن المكان
لتسقط...
وتتطاير أشلاء في اللامكان!
ربما....
لو لم تنتحر!
لعلمت أنها لم تكن قطرة المطر الوحيدة...
التي ارتكبت نفس الحمــــــاقــــــة!!!