الأمر الثالث:
الاطلاع على أقوال العلماء في مسائل الاجتهاد والخلاف، ومعرفة أدلتهم وأوجه استدلالهم، وحل ما يشكل على الطالب..
لأن ذلك يوسع أفق طالب العلم، ويكسبه القدرة على فقه النصوص، ويجعله يعرف قدر أهل العلم والأدب معهم، و يعرف قدر نفسه كذلك، فلا ينصب نفسه ندا لأكابر العلماء..
ويقول: "نحن رجال وهم رجال" وما قوله بصدق إلا إذا قصد أنه مثلهم في الذكورة الطبيعية، وإلا فالفرق بينهم وبينه كالفرق بين السماء والأرض.
[poet font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/16.gif" border="none,4,gray" type=2 line=350% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
وَالْعِلْمُ لاَ بُدَّ لَهُ=مِنْ عَالِمٍ يَبْذُلُهُ
لِطَالِبٍ مُجْتَهِدَ=عَلَى يَدَيْهِ يَهْتَدِي
يَلْتَزِمُ التَّوَاضُعَا=وَيَنْبُذُ التَّرَفُّعَا
أَمَا تَرَى جِبْرِيلاَ=قَدْ حَمَلَ التَّنْزِيلاَ
مُعَلِّماً لِلْمُصْطَفَى=مِنْ رَبِّهِ مُكَلَّفَا
وَصَحْبُهُ قَدْ حَازُوا=عُلُومَهُ فَفَازُوا
وَهَؤُلاَءِ عَلَّمُّوا=مَنْ جَـاءَ مِنْ بَعْدِهُمُ
عَلَى أُصُولٍ سَامِيَهْ=مِثْلَ الْجِبَالِ الرَّاسِيَهْ
فَحَقَّقُوا لِلأُمَّةِ=كُلَّ مَعَانِي الْعِزَّةِ
وَلَمْ تَزَلْ آثَارُهُمْ=رَافِعَةً أَقْدَارَهُمْ
وَمَا أَضَلَّ الْفِرَقَا=وَسَبَّبَ التَّزَنْدُقَا
فِي كُلِّ عَصْرٍ غَابِر=وَفِي الزَّمَانِ الْحَاضِرِ
إِلاَّ السُّلُوكُ الشَّارِدْ=عَنِ السَّبِيلِ القَاصِدْ
ثُمَّ أَتَتْ أَزْمَانُ=خَفَّ بِهَا الإِيمَانُ
وَقَلَّ فِيهَا الْعُلَمَا=وَالْعُقَلاَ وَالْحُكَما
وَصَارَ فِيهَا الْجَهَلَه=بَيْنَ الْمَلاَ مُبَجَّلَهْ
وَنَبَتَتْ شَرَاذِمُ=سِيمَاهُمُ التَّعَالُمُ
شُيُوخُهُمْ دَفَاتِرُ=صَمَّا وَفَهْمٌ قَاصِرُ
لِذَا أَسَاؤُوا الأَدَبَا=وَجَهْلُهُمْ تَرَكَّبَا
حَتىَّ إِذَا مَا ذُكِرَا=إِمامُ عِلْمٍ غَبَرَا
مِثْلُ إِمَامِ الدَّارِ(1)=وَرَكْبِهِ الأَبْرَارِ
قَالُوا - وَهُمْ أَذْيَالُ=نَحْنُ وَهُمْ رِجَالُ
وَخَبَطُوا فِي الْفَتْوَى=لِلنَّاسِ خَبْطَ عَشْوَى
وَأَصْبَحَ التَّكْفِيرُ=لَدَيْهُمُ يَسِيرُ
رَمَوْا ذَوِي الْجِهَادِ=بِأَلْسُنٍ حِدَادِ
وَقَدْ تَرَى الْخَوَارِجَا=أَعْدَلَ مِنْهُمْ مَنْهَجَا
لِذَا تَرَى الشَّبَابَا=يَضْطَرِبُ اضْطِرَابَا
[/poet]
( 1 ) أي إمام دار الهجرة ، وهو الإمام مالك رحمه الله ، وركبه هم أئمة العلم من المفسرين والمحدثين والفقهاء..
نسأل الله أن يفقهنا في دينه ويرزقنا الإخلاص له، والتواضع مع علماء الأمة، ويوفقنا للعمل بما علمنا…
موقع الروضة الإسلامي..
http://216.7.163.121/r.php?show=home...enu&sub0=start