عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 11-11-2003, 08:55 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
إفتراضي أي و الله نتألم لما يحدث في السعودية .

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِدِنَا مُُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ النَّبِيِ الأُمّي وَ عَلَى آلِهِ
وَ صَحْبِهِ وَ سلّم .
___

إن الأمر كما عبر عليه الأخ الفاضل ((أبو طه )) لأمر مستهجن و فضيع بكل المقاييس الإنسانية فضلا على الإسلامية . كيف لا وأرواح بريئة تُقتل دون جريرة إقترفتها ؟؟؟
إن ما يحدث هذه الأيام في بلاد الحرمين الشريفين و في شهر رمضان بالذات لأمرٌ يدعو للحيرة و الغرابة في نفس الوقت .

و بعيدا قليلا عن القراءة العاطفية للمأساة ، يمكن حصر فهم المسألة في النقطة الرئيسة التالية :
يقول الله تعالى : { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } صدق الله العظيم .
إنطلاقا من هذه الآية الكريمة ، وجب القول أنه آن الآوان للتنقيب عن أسباب هذه المحن التي تعيشها السعودية هذه الأيام . و هذه الأسباب هي داخلية ، كما صرحت الآية بذلك ،بالأساس .
و هذا بعض ما قصده الأخ ((أرغون )) في تدخله المقتضب عندما قال باللغة الفرنسية :qui sème le vent récolte la tempete بمعني أنه من يزرع الرياح يجني العاصفة .

و للتدليل على هذه العلل الداخلية ، أنقل لكم مقطعا من أحد مقالات سفر الحوالي حيث قال :أن المسلم إذا اجتهد في نصرة الدين والانتقام لإخوانه المسلمين من الكفار الظالمين، وإحداث النكاية فيهم فأخطأ فهو مأجور على نيته وإن كان مخطئاً في عمله وليس هو كالمحارب العادي الذي غرضه نهب المال ، وهتك العرض ، وقطع السبيل ، وأهم من ذلك – بالنسبة للمسلمين – أن حقوقه من الأخوة الإيمانية لا تسقط ومن ذلك قولـه صلى الله عليه وسلم : (( المسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يسلمه )) وخذلانه ترك نصرته، وإسلامه التخلي عنه ليفعل به العدو ما يشاء . ا.هــ

هل ترون معي أن العملية معقدة و متشابكة؟؟؟:

* حكام آل سعود و علاقتهم المتميزة و التاريخية مع الولايات المتحدة
و خليلتها بريطانيا ، و تغير هذه العلاقة بعد اكتشاف الغلو و الإرهاب على حد التعبير البوشوي ( نسبة الى بوش )متأت من السعودية الحليفة و أنساقها التفكيرية و التعليمة ، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر .


* خروج بن لادن من السعودية و بدعم من الأمريكان ، ثم انقلابه عليهم و على كل من يقف معه و خاصة كما قال العديد من المرات :اولئك الذين يستيحون ارض الحجاز للعدو الكافر .

* الإرهاب الفكري و الديني الذي مارسته و لازالت تمارسه المؤسسة الوهابية من تبديع و تكفير و تنطع و غلو .

* الإقصاء التام لكل من لا ينساق الى التزاوج الوهابي / السعودي : من أهل السنة و الجماعة الحقيقيين و متصوفة و شيعة و غيرهم .

تلكم بعض تجليات الأزمة الحالية ،و التي اعتقد أنه لاخروج منها إلا بالرجوع الى إصلاح ذات البين أو إصلاح ما بالنفس على حد التعبير القرآني العظيم.
و لكن هل هناك من يقدر على إرجاع الأمور إلى نصابها قبل ان يستفحل الأمر ، هذا ما ندعو الله له مخلصين أن ينجي بلاد الحرمين من شر الفتن ، ما ظهر منها و ما بطن
.

و السلام عليكم .