دخلت السيارة وسط الحشد وكان هناك سيارات أخرى من كل جهة حكومية وهذا فهد في المؤخرة ...
نزلت من السيارة ... وجلت ببصري لأستطلع المنظر ...
فوقعت عيناي على القصـّاص ( السيّاف )...
وكان رجل عادي الجسم يمسك بسيف مذهب ...
إقتربت من السيارة التي بها فهد فوجدته يصلي ...
ونظرت حولي وإذا بالقصاص يطلب من الضابط أن يزوده برجُلين لأنه سوف يذهب الى الصلاة ...
فذهب القصاص ومعه رجلين ...
بقيت واقفاً في الشمس المحرقة ...
إنتهت الخطبة وإنتهت الصلاة وانا لم أتحرك ...
وحضر القصـّاص مرة أخرى وقال لهم هل هو جاهز ؟ ...
قالوا نعم ...
قال لهم إربطوا عينية وأنزلوه . !
يا إلهي شيء لا يصدق ...
كل هذا يحدث أمام البصر ...
وفتح الباب ...
ومن سيارة الإسعاف أحضروا ... شريطاً لا صقاً وكمية من القطن ...
خلعوا عنه الغترة ووضعوا القطن على عينيه وأداروا الشريط اللاصق وبطريقة عشوائية أجلسوا فهد على الأرض ...
فكوا رباطه من الأرجل وأعادوا رباط يديه من الخلف وتقدم إليه شخص ولقنه الشهادتين ...
ولما إبتعد بدأ أحد الرجال يقرأ بيان الإعدام الصادر بحق فهد من مكبر صوت خاص بسيارة الشرطة
وكنت أنظر الى فهد وبعد ثواني من بداية قراءة البيان ...
رأيت القصـّاص يأتي من خلف فهد ويرفع السيف
فأدرت ظهري
وأغمضت عيني وسمعت صوت صدور الجماهير المحتشدة بزفير واحد ...
فأيقنت أن فهداً قد مات
فأسرعت الى سيارة السجن وفتحت الباب الخلفي
وأخذت غترة فهد وبدأت أشمها ببكاء كبكاء الطفل .
عدت تعيساً الى المنزل وعم الحزن البيت كله وأفراده
وأحضرنا والدة فهد وبقيت معنا في منزلنا ...
كوالدة أخرى لنا ...
نتقبل التعازي بما اصابنا وأصابها ...
ونونس وحدتها حتى وافاها الأجل المكتوب في رمضان 1420هـ
رحمها الله ... ورحم فهد ...
ورحم أموات المسلمين ..
آمين آمين يا رب العالمين
قصة واقعية مقتبسة من احدى المواقع
(( إنتهت ))
تحياتي