عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 13-11-2003, 10:26 PM
النقيب النقيب غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
المشاركات: 1,176
إفتراضي

سجود الملائكة لآدم واعتراض ابليس
وعدم سجوده وطرده من الجنة

أمر الله تبارك وتعالى الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام فامتثل الملائكة لأمر الله وسجدوا كلهم لأن الملائكة كما وصفهم الله تعالى: {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون(6)} [سورة التحريم]. وأما ابليس فقد استكبر واعترض على الله ولم يمتثل لأمره وقال: {أناْ خير منه حلقتني من نار وخلقته من طين(12)} [سورة الأعراف] فكفر وظهر منه ما قد سبق في علم الله تعالى ومشيئته من كفره واعتراضه باختياره، وقد ورد في الأثر أنه كان قبل كفره يسمى عزازيل. وروى مسلم وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اذا قرأ ابن ءادم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول: يا وَيْلَه، أمر ابن ءادم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار".
ثم بعد أن عرف ابليس اللعين أنه ملعون طلب من الله أن ينظره أي يؤخره الى يوم البعث أي يوم الخروج من القبور ولكن الله لم يجبه الى ذلك بل أخره الى النفخة الأولى ليذوق الموت الذي حكم الله به على خلقه قال تعالى مخبراً عن قول ابليس: {قالَ رَبِّ فَأنظرني الى يوم يبعثون (79) قالَ فانّكَ منَ المنظرين (80) الى يوم الوقت المعلوم(81)} [سورة ص]، وقال: {كلّ شىء هالك الاّ وجهه(88)} [سورة القصص](1). أي الى زمن نفخة الاهلاك وهي نفخة اسرافيل في البوق فيموت كل حي من الانس والجن من هول ذلك الصوت.
ثمّ انّ ابليس اللعين لما اعترض وكفر أمره الله بالخروج من الجنة، لكنه لم يخرج منها فوراً بل أقام فيها مدة ليوسوس لآدم وحواء بعصيان الله تعالى ليكون سبباً في اخراجهما من الجنة، قال تعالى: {فاخرج منها مذءوماً مدحوراً(18)} [سورة الأعراف]، وقال تعالى: {فاخرج منها فانّك رحيم (77) وانّ عليك لعنتي الى يوم الدين(78)} [سورة ص].
وقد كان ابليس قبل ذلك الوقت مسلماً مؤمناً من الجن يعبُد الله مع الملائكة، وذلك قبل أن يكفر ويعترض على الله، وليس صحيحاً أنه كان طاووس الملائكة ولا رئيساً لهم كما يزعم بعض الجهال، قال الحسن البصري: لم يكن ابليس من الملائكة طرفة عين قط، وقال شهر بن حوشب: كان من الجن، ويدل على ذلك قوله تعالى: {واذْ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن أمر ربّه(50)} [سورة الكهف]، وقوله تعالى: {فسجد الملائكة كلهم أجمعون(30)} [سورة الحجر]، فلو كان من الملائكة لم يعص ربه لأن الله تعالى وصفهم في القرءان الكريم بقوله: {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون (6)} [سورة التحريم].
ومما يدل أيضاً على أن ابليس ليس من الملائكة بل هو من الجن قوله تعالى: {قال ما منَعَكَ ألاَّ تَسْجُدَ اذْ أمرتك قالَ أناْ خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين(12)} [سورة الأعراف] ففي هذه الآية دليل على أن ابليس مخلوق من نار، بخلاف الملائكة فانهم خلقوا من نور كما جاء في صحيح مسلم وغيره عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق ءادم مما وصف لكم".