عرض مشاركة مفردة
  #17  
قديم 13-11-2003, 10:33 PM
النقيب النقيب غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
المشاركات: 1,176
إفتراضي

قصة هابيل وقابيل

قال الله تبارك وتعالى: {واتلُ عليهم نبأ ابنَي ءادم بالحق اذ قرّبا قرباناً فَتُقُبِّلَ من أحدهما ولم يُتَقَبَّلْ من الآخر قال لأقْتُلَنَّكَ قال انّما يَتَقَبَّلُ اللهُ منَ المتقين (27) لئن بسطتَ اليّ يدكَ لِتَقتلني ما أناْ بباسطٍ يدي اليك لأقتلك اني أخافُ اللهَ ربَّ العالمين (28) اني أريدُ أن تَبوأ باثمي واثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاؤا الظالمين (29) فَطَوَّعت له نفسه قَتْلَ أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين (30) فبعث الله غراباً يبحث في الأرض ليُريَه كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتي أعَجَزتُ أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين (31)} [سورة المائدة].
تتلخص قصة هابيل وقابيل أن حواء عليها السلام ولدت أربعين بطناً وكانت تلد في كل بطن ذكراً وأنثى، وكان سيدنا ءادم عليه السلام يزوجُ ذكر كل بطن بأنثى من بطن ءاخر، ويقال انّ هابيل أراد أن يتزوج بأخت قابيل التي كانت أجمل من أخت هابيل لكن قابيل أراد أن يستأثر بها، فأمره ءادم عليه السلام أن يزوجه اياها فأبى، فأمرهما أن يقربا قرباناً وهو ما يتقرب به الى الله تعالى وذهب ءادم الى مكة ليحج، وقرّب كل واحد منهما قربانه بعد ذهاب أبيهم ءادم عليه السلام، فقرب هابيل جذعة سمينة وكان صاحب غنم، وأما قابيل فقرب حزمة من زرع رديء وكان صاحب زرع، فنزلت نار فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل، فغضب قابيل غضباً شديداً وقال لأخيه هابيل لأقتلنك حتى لا تنكح أختي فقال له: انّما يتقبل الله من المتقين. وذات ليلة أبطأ هابيل في المرعى فبعث سيدنا ءادم عليه السلام -وكان قد رجع من الحج- أخاه قابيل لينظر ما أبطأ به، فلما ذهب اذ هو به، فقال له: تقبل منك ولم يتقبل مني، فقال له هابيل: انما يتقبل الله من المتقين، فغضب عندئذ قابيل، ثم أتاه وهو نائم فرفع صخرة فشدخ به رأسه، وقيل خنقه خنقاً شديداً. وأما قول هابيل لقابيل: {لئن بسطت اليَّ يَدَكَ لتقتلني ما أناء بباسط يديَ اليك لأقتلك اني أخاف الله ربَّ العالمين (28) اني أريد أن تبوأ باثمي واثمك(29)} [سورة المائدة]. فمعناه أريد ترك مقاتلتك وان كنت أشد منك وأقوى فتتحمل اثم قتلي مع ما لك من الآثام المتقدمة قبل ذلك.
وقيل: لما قتل قابيل هابيل ندم على ذلك فضمه اليه حتى تغيرت رائحته، وعكفت عليه الطير والسباع تنتظر حتى يرميَ به فتأكله، وكره أن يأتي به ءادم فيحزنه، ولم يزل يحمله حتى جاء غرابان فاقتتلا أمام قابيل فقتل أحدهما الآخر، فعمد الى الأرض يحفر له بمنقاره فيها، ثم ألقاه ودفنه وجعل يحثي عليه التراب حتى واراه، فقال عندها قابيل: {يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي(31)} [سورة المائدة]، ثم أخذ يفعل به ما فعل ذاك الغراب فواراه ودفنه تحت التراب.
وليعلم أن ابن ءادم قابيل الذي قتل أخاه هابيل كان مسلماً مؤمناً ولك يكن كافراً، وانّما ارتكب معصية كبيرة بقتله أخاه هابيل ظلماً وعدواناً.
فائدة: روى الجماعة سوى أبي داود، وأحمد في مسنده عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقتل نفس ظلماً الا كان على ابن ءادم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل" أي ظلماً.
وبجبل قاسيون شمالي دمشق مغارة يقال لها مغارة الدم، ذكر بأنها المكان الذي قتل قابيل أخاه هابيل عندها، والله أعلم بصحة ذلك.