السلطان الأشعري صلاح الدين الأيوبي
وصف مجلس من مجالسه:
قال الموفق عبد اللطيف: أتيت وصلاح الدين بالقدس، فرأيت ملكا يملأ العيون روعة، والقلوب محبة، قريباً بعيداً سهلاً محبباً، وأصحابه يتشبهون به يتسابقون إلى المعروف، كما قال تعالى: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ) وأول ليلة حضرته وجدت مجلسه حَفْلاً بأهل العلم يتذاكرون، وهو يحسن الاستماع والمشاركة، ويأخذ في كيفية بناء الأسوار، وحفر الخنادق، ويأتي بكل معنى بديع، وكان مهتماُ في بناء سور بيت المقدس وحفر خندقه، ويتولى ذلك بنفسه، وينقل الحجارة على عاتقه ويتأسى به الخلق حتى القاضي الفاضل، والعماد إلى وقت الظهر، فيمد السماط ويستريح ويركب العصر، ثم يرجع في ضوء المشاعل.