عرض مشاركة مفردة
  #17  
قديم 30-11-2003, 11:10 PM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي الدرس الثامن عشر

روى أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال :- ( أمرني ربي بتسع :- الإخلاص في السر والعلانية ، والعدل في الرضا والغضب ، والقصد في العنى والفقر ، وأن أعفو عمن ظلمني ، وأصل من قطعني ، وأعطي من حرمني ، وأن يكون نطقي ذكراً ، وصمتي فكراً ، ونظري عبرة ) "أخرجه ابن الأثير في جامع الأصول والقرطبي في تفسيره واللفظ له "


الشـــرح :-

قوله بتسع أي مسائل :- الأولى الإخلاص اي إخلاص العبادة الله تعالى بحيث لا يشرك فيها أحداً وسواءً كانت مما يعمل سراً أو علناً ، والثانية العدل وهو ضد الجور فلا يجور ولا يحيف في قوله أو حكمه وسواء كان في حال الرضا أو حال الغضب ، والثالثة القصد وهو عدم الإسراف وسواء كان في حال الغنى أو الفقر ، والرابعة العفو عمن ظلمه بعدم مؤاخذته ، والخامسة وصل من يقطعه فلا يجازيه بقطعه كما قطعه بل يصله والسادسة إعطاؤه من حرمه فلم يعطه فلا يعامله بما عامله به بل يعطيه متى احتاج إلى عطائه وهذه الست اشتملت على مكارم الأخلاق ، والسابعة وهي أن يكون نطقه إذا نطق ذكراً الله تعالى ، وصمته إذا صمت فكراً أي فيما يرضي الله تعالى وما وصل إليه من زيادة الإيمان وصالح الأعمال ، وأن يكون نظره إذا نظر عبرة يعبر بها إلى ما هو خير وصلاح وفلاح .

إرشادات للمربي :-

1- اقرأ الحديث بتأن وردده جملة جملة والمستمعون يرددونه سرا حتى ترى أن أكثرهم قد حفظه .


2- علمهم بأن المسائل الست من هذا الحديث هي مكارم الأخلاق التي على كل مؤمن ومؤمنه أن يتحلى بها ، وأن يجاهد نفسه في ذلك حتى يكتسبها وتصبح خلقا له .

3- نبهم إلى وجوب الإخلاص في العبادة الله تعالى ووجوب العدل في القول والحكم والقصد في الإنفاق في حال العنى والفقر .

4- ذكرهم بأن من محاسن الأخلاق العفو عمن ظلم وإعطاء من حرم ووصل من قطع .

5- علمهم أن عليهم أن يتحلوا بهذه الخصال التسع حتى يرى ذلك فيهم ويعرفون به بين الناس وتلك ثمرة العلم المطلوبة .

وقــفــــه :-
الدهر ليست اسما من أسماء الله تعالى ، ومن زعم ذلك فقد أخطأ ، وذلك لسببين ، السبب الأول :- أن أسماءه سبحانه وتعالى حُسنى : أي بالغة في الحسن أكمله ، فلابد أن تشتمل على وصف ومعنى هو أحسن ما يكون من الأوصاف والمعاني في دلالة هذه الكلمة ، ولهذا لا نجد في أسماء الله تعالى اسما جامداً ، والدهر :- اسم جامد لا يحمل معنى إلا أنه اسم للأوقات . والسبب الثاني :- إن سياق الحديث الذي ورد فيه اسم الدهر يأبى ذلك والحديث هو قوله صلى الله عليه وسلم ( قال الله تعالى ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ، وأنا الدهر بيدي الأمر ، أقلّب الليل والنهار ) متفق عليه . فالليل والنهار هما الدهر ، فكيف يمكن أن يكون المُقلب هو المقلب !!! واما قوله ( وأنا الدهر اي مدبر الدهر ومصرفه كما قال تعالى ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) ولا يقال بأن الله نفسه هو الدهر ، ومن قال ذلك فقد جعل الخلوق خالقا ، ونلاحظ في الحديث أن في الكلام محذوف ( وأنا الدهر ) تقديره : وأنا أقلب الدهر لأنه فسّره بقوله ( أقلب الليل والنهار ) ولأن العقل لا يمكن أن يجعل الحالق الفاعل هو المخلق " من كتاب مفاهيم مغلوطه لمهدي سعيد رزق كريزم "

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه