عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 12-12-2003, 04:39 PM
sary111 sary111 غير متصل
كاتب قدير ومحترم
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: بلاد المخبرين
المشاركات: 239
إفتراضي

(2)
وكانت في ذلك أنه قامت معركة بعد ذلك بينه وبين عمرو بن هند وقد قتل عمرو بن هند ملك الحيرة وانتهب بنو تغلب قصره وأشياءه انتقاماً لكلمة قالتها أم الملك اعتبروها إهانة لأم عمرو، هؤلاء هم العرب لا يقبلون الذل فما الذي جرى؟ ماذا جرى لهذه الأمة؟ لماذا لا تهب لنجدة أبنائها؟ أعجب والله ثم أعجب ثم أعجب لما يحدث اليوم من سكوت ومن صمت ومن استهزاء .ولكن لاعجب أيها الإخوة .لاعجب أن نصل إلى هذا الحال فعلى نفسها جنت براقش .نحن الذين فعلنا هذا بأنفسنا نحن الذين أدخلنا أبرهة في كعبتنا ألم نتخلى عن ديننا؟ألم نهجر كتاب ربنا وسنة نبينا؟ألم نترك الوهن يتسرب إلى عروقنا ودماءنا ؟تركنا الطاعات واشتغلنا بالشهوات وغرقنا بالرفاهيات وصار همّ الواحد منا جمع المال والتكالب على الدنيا، والآخرة هي آخر مانفكّر به وقضايا الأمة لاعلاقة لنا بها وتربية أبناءنا وبناتنا على الكتاب والسنة شيء لاعلاقة لنا به فنشأنا ونشأت أجيالنا ناعمة مترفة مترهّلة كأوراق النعناع ونشأ شبابنا كنبات بريّ لايشذّبه أحد فجبنّا وتقاعسنا فلم نعد نجرؤ على قول كلمة الحق سرا فضلا عن الجهر بهاوأصبحنا نخشى الناس أكثر من خشية الله عزوجل حتى ضاع ديننا وضاعت مقدساتنا وضاع المسجد الأقصى وضاعت كرامتنا وهاهي عاصمة الخلافة العباسية بغداد التي كانت حاضرة الدنيا قد أصبحت مثالا للفوضى وغياب الأمن والإطمئنان وهذه نتيجة حتمية لوجود الأمريكان فأينما وجد القرصان الأمريكي وجد الدمار والقتل والنهب الإفساد في الأرض ولكن مما يخفّف حجم المأساة على المسلمين هي هذه المقاومة الباسلة .هي هذه الفئة المجاهدة المؤمنة التي تذيق العدو كل يوم الذلّ وتجرّعه غصص الهزيمة والذين يصدق فيهم قول ذلك المجاهد العظيم ،
إني لأشهد أنهم من كل بتار أحد
يا طالما خاضوا الصعاب وطالما صالوا وشدوا
شتان بين الذين لربهم باعوا النفوسا
الباسمين إلى الردى والسيف يرمقهم عبوسا
الناصبين صدورهم من دون دعوتهم تروسا
إن أطبقت سدف الظلام وعضنا ناب أكول
وديارنا طفحت دما ومضى بها الباغي يصول
ومن الميادين اختفت لُمع الأسنة والخيول
وعلت على الأنات أنغام المعازف والطبول
هبّت عواصفهم تدك صروحه وله تقول
لن نوقف الغارات حتى عن مرابعنا تزول
والله عزوجل يقول (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين ) وقال تعالى (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها ) وقال جل من قائل (وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) وقال صلى الله عليه وسلم: ((إذا ضن الناس بالدينار والدرهم وتبايعوا بالعينة واتبعوا أذناب البقر وتركوا الجهاد في سبيل الله أنزل الله بهم بلاءً فلم يرفعه عنهم حتى يراجعوا دينهم)) رواه الإمام أحمد و قال صلى الله عليه وسلم: ((إن للشهيد عند ربه سبع خصال، أن يغفر له في أول دفعة في دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلّى حلية الإيمان، ويجار من عذاب القبر، ويأمن الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين من الحور العين، ويشفّع في سبعين من أقاربه)).الترمذي وابو داود وابن ماجه وروى أحمد بإسناد صحيح عَنِ عبد الله ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم: ((جُعِلَ رِزْقِى تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِى، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِى)) وثبت في الصحيحين وسنن النسائي والترمذي ومسند الإمام أحمد أن يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ سأل سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ رضي الله عنه: عَلَى أَيِّ شَيءٍ بَايَعْتُمْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ؟ ‏ قَالَ: عَلَى الْمَوْتِ. على الموت بايع الصحابة رسولهم وقائدهم صلى الله عليه وسلم فلماذا نسينا الموت؟لماذا تعلقنا بالدنيا ونسينا الآخرة؟ هانحن نحصد النتائج اليوم إذلالا لايشبهه إذلال وهاهي الأمم قد تداعت علينا من كل حدب وصوب يريدون أن ينهشوا لحم هذه الأمة كالذئاب تجتمع على الفريسة فصدق فينا قول رسولنا صلى الله عليه وسلم((يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا أمن قلة نحن يومئذ يارسول الله؟ قال لابل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله الرهبة منكم من صدور أعدائكم وليقذفن في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يارسول الله ؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت))
يتبع ..