(3)
هذا هو السبب أيها الإخوة هذا هو المرض الذي نعاني منه وهو الذي أوصلنا إلى هذه الأعراض التي نعاني منها ،تسلط الأعداء علينا ليس هو المرض إنما هو أعراض المرض أما المرض الحقيقي فهو الذي شخّصه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله حب الدنيا وكراهية الموت وأنا والله لست خائفا على العراق ولاعلى فلسطين وافغانستان لا فهذه أمريكا والله أوهن من بيت العنكبوت ولايعظمنّكم هذا الوجه وجه أمريكا وزعيمهم الأحمق المطاع فوالله إنهم أجبن قوم عند اللقاء .لقد هزمهم المجاهدون مرارا وتكرارا في أفغانستان وفي الصومال وفي لبنان وفي اليمن وفي عقر بلادهم وألحقوا بهم الهزيمة المنكرة بإذن الله ولكنني خائف على نفسي. خائف على إخوتي. خائف على أمتي. خائف من النفاق خائف من الخذلان خائف أن ينظر الله إلى الأمة فيجعلها فسطاطين فسطاط إيمان لانفاق فيه وهم أهل الجهاد وفسطاط نفاق لاإيمان فيه هم أهل القعود والخذلان هذا هو الذي أخافه والله ، وحتى نتخلص من هذا المرض ومن هذا الذل لابد لنا من العودة إلى كتاب ربنا وإلى سنة نبينا ولابد لنا من الإصلاح مابيننا وبين الله عزوجل لابد لوشائج الألفة أن تعود مرة أخرى إلى حياتنا لابد لنا من إيقاظ مشاعر الجهاد وحب الشهادة في نفوسنا لابد لنا من محاولة الجهاد في ميدان من الميادين المتاحة وماأكثرها فالجهاد يكون بالنفس ويكون بالمال ويكون بالكلمة ويكون بالمقاطعة ويكون بالدعاء ويكون بالإعداد المادي والمعنوي ليوم اللقاء ، إن حال الأمة اليوم يشبه إلى حد ما حال الأمة يوم تحزّب عليها الأحزاب مع الفارق الكبير بين إيمان الصحابة وإيماننا اليوم فقد توحّدت كل الجبهات يومها ضد المسلمين. جبهة المشركين الوثنيين وجبهة اليهود الخائنين وجبهة المنافقين الخوّارين واجتمعوا حول المدينة وحاصروها من كل حدب وصوب عندها هدى الله المسلمين لحفر الخندق حول المدينة ودائما وفي كل الحروب كانت الخنادق ولازالت من أفضل الوسائل الدفاعية والوقائية ضد المهاجمين .وفي تلك الساعة نقضت بنو قريظة حلفها مع المسلمين وتخاذل المنافقون وجعلوا يتسللون لواذا هاربين كل منهم يعتذر بعذر فعظم البلاء على المسلمين واشتد الخوف وتنوعت الظنون وكثرت الهواجس فأما المؤمنون الصادقون فازدادوا إيمانا وايقنوا بأن نصر الله قادم قال تعالى(ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ماوعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله ومازادهم إلا إيمانا وتسليما)واما المنافقون فقد كشفوا عن خبيئة أنفسهم لأن المحن والبلايا والمصائب هي محك الإختبار والإمتحان وأداة التمييز والتصنيف حتى قال بعضهم كان محمد يعدنا كنوز قيصر وكسرى وأحدنا لايأمن على نفسه الآن أن يذهب إلى الغائط .المنافقون. المنافقون ذلكم السرطان المتفشي في جسد الأمة يتحين فرصة للقضاء عليها
إن النفاق لآفة فتّاكة إن *** أهملت أدّت إلى الأسقام
وقضت علىآمالنا في أمة *** راياتها في البحر كالأعلام
يتبع ..
|