عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 13-12-2003, 12:34 PM
sary111 sary111 غير متصل
كاتب قدير ومحترم
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: بلاد المخبرين
المشاركات: 239
إفتراضي ومنه انحدرت الأسرة الهاشمية

كتب : د. أسامة فوزي
هذه صورة رجل تركي ينحدر من جدة يهودية تزوجها " محسن " وانجب منها ابنه " جدعون " الذي يعرف بين العرب باسم " عون " ومنه انحدرت الأسرة الهاشمية التي حكمت في العراق والأردن والحجاز ...واليهودي كما هو معروف ينسب إلى أمه ... فابن اليهودية حتى لو كان أبوه عربيا أو مسلما يعتبر وفقا للديانة اليهودية يهوديا ... هذا الرجل اسمه " حسين بن علي " ويلقب بالشريف لانه تولى الإشراف على الحجاز بتوصية من ضباط حزب الاتحاد والترقي التركي وأكثرهم من اليهود .

هذا الرجل هو الذي تقدمه كتب التاريخ في المدارس الأردنية على انه بطل " الثورة العربية الكبرى " ... فمن هو هذا الرجل ... وما حكاية هذه الثورة ؟

أنهيت تعليمي الثانوي في مدرسة أردنية تتبع قسم الثقافة العسكرية في الأردن اسمها " الثورة العربية الكبرى " وكنت الأول على جميع مدارس الثقافة العسكرية في المملكة في امتحانات التوجيهية " الثانوية العامة " ... و" الثورة العربية الكبرى " يقصد بها الحركة التي قام بها شريف مكة حسين بن علي ضد دولة الخلافة الإسلامية بالتواطؤ مع الإنجليز وبقدر ما كانت أجهزة الإعلام في الأردن تتغنى بهذه المناسبة وبطلها بقدر ما كان تجاهل سائر الدول العربية لهذه المناسبة يدهشني بل وتغص كتب التاريخ الصادرة في الدول العربية بالكثير من الاتهامات لحسين بن علي والتي تبدأ بتخوين الرجل وأولاده ... وتنتهي بتحميل ذريته مسئولية ضياع فلسطين .

خلال حرب الخليج أطلق الملك حسين لحيته ولقب نفسه بالشريف حسين تيمنا بجد أبيه وقيل يومها أن صدام حسين وعد الملك حسين بإخراج السعودية من الحجاز واعادة تسليمها إلى الملك حسين على اعتبار أن الملك عبد العزيز آل سعود هو الذي طرد الهاشميين من الحجاز وقضى على طموح جدهم الحسين بن علي الذي وعدته به إنجلترا وهو أن تقوم بتعيينه ملكا على العرب إن هو ساعدها في القضاء على الخلافة الإسلامية .

كان مصدرنا لما يسمى بالثورة العربية الكبرى في الأردن مجموعة كتب وكراسات وضعها رجل ارزقي اسمه سليمان الموسى ... ومن يقرأ كتب هذا الرجل عن الحسين بن علي يخالجه شك بأن المذكور كان نبيا أو مبعوثا من السماء وأن صفات الفروسية والنبالة التي يتسم بها تخرج عن طاقة البشر وتقترب من صفات الالهة فعلا .

لكن خروجي من الأردن ... واطلاعي على مراجع تاريخية عربية وأجنبية محترمة عن الثورة العربية الكبرى وبطلها الحسين بن علي ... وتصفحي لوثائق المخابرات البريطانية السرية التي افرج عنها والتي تتعلق بالمذكور أصابتني بالدهشة ... والحزن ... لان حجم التزوير في التاريخ الذي يدرس للطلبة في المدارس والجامعات والمعاهد الأردنية يعتبر بحق فضيحة إنسانية وبشرية يدفع ثمنها المواطن الأردني كل يوم .

فمن هو الشريف حسين بن علي وما حكايته وحكاية " ثورته العربية الكبرى " التي فلقونا بها في الأردن ؟ ولماذا تصوره كتب التاريخ الصادرة عن القصر الأردني بأنه قديس ومناضل وشريف وعروبي ... بينما نقرأ عنه في الكتب العربية والأجنبية انه كان تركيا مشبوه النسب من جد يهودي اسمه عون ونسجونجيا وعميلا للأتراك والإنجليز وقاتلا ... بل ويحملوه مسئولية القضاء على الخلافة الإسلامية ويحملوا أولاده من بعده بخاصة عبدالله مسئولية ضياع فلسطين وتقاسمها مع اليهود ؟

كان " عون " جد الأسرة الهاشمية الحاكمة في الأردن والعراق قد ولد لابيه " محسن " من أم يهودية ... وابناء اليهوديات يعتبروا وفقا للديانة اليهودية من اليهود لذا نشأ " عون " أو " يهوديا وكان يعرف بين اليهود باسم " جدعون " ... ويقال الشيء نفسه عن الملك حسين الذي رعته وربته أمه " زين " التي كانت تصطحبه إلى معابد اليهود في تركيا وبريطانيا ... والملكة " زين " هي التي اختارت لابنها زوجته الإنجليزية اليهودية " انطوانيت " ابنة العقيد " توني غاردنر " التي عرفت فيماا بعد باسم الأميرة منى والتي أنجبت للملك حسين أولاده عبدالله – الملك الحالي – وفيصل وعائشة وزين .

ولد حسين بن علي بن محمد بن عبد المعين بن عون في اسطمبول عام 1853 ميلادية وكان أبوه وجده آنذاك يقيمان تحت الإقامة الجبرية بقرار من السلطان عبد الحميد الذي اعتقل جده " عون " وكان أميرا على الحجاز بعد أن ثبت انه كان يقوم بسرقة قوافل الحج والاعتداء على النساء وفرض الإتاوات على أهل الحجاز وتحويل مكة المكرمة إلى وكر للدعارة ... وقد وجه السلطان عبد الحميد جيشا جرارا إلى الحجاز قام بمطاردة عون وعصابته وتم إلقاء القبض على عون وتسفيره إلى اسطمبول وظل حسين بن علي تحت الإقامة الجبرية في تركيا لمدة 16 سنة ولم يخرج منها إلا بعد الانقلاب العسكري الذي قادته مجموعة من العسكر في تركيا أكثرهم من اليهود عرفت باسم " حزب الاتحاد والترقي " .

قام السلطان عبد الحميد بتعيين الشريف عبدالاله بن محمد أميرا لمكة وكان الرجل معروفا بتقواه وورعه ولكن هذا ما لبث أن توفي بسبب تقدمه في السن فلما شغر المنصب قام العسكر بتعيين حسين بن علي أميرا على مكة رغم انف السلطان عبد الحميد فسافر الحسين مع أولاده الثلاثة فيصل وعبدالله وعلي عن طريق البحر إلى جدة ووصلها عام 1908 وكان في استقباله عدد من العسكر من أعضاء حزب الاتحاد والترقي إلى جانب والي الحجاز المشير كاظم باشا .

كان السلطان عبد الحميد الذي رضخ لضغوطات العسكر قد قسم السلطة في الحجاز إلى قسمين ... سلطة دينية رمزية روحية وهذه سلمها لحسين بن علي ... بينما سلم السلطة الأمنية والعسكرية لوالي الحجاز وهو المشير كاظم باشا ... وكان السلطان يهدف من ذلك إلى محاصرة حسين بن علي وأولاده ومنعه من العودة إلى سيرة جده " عون " في اغتصاب حقوق الناس وسرقتهم وابتزازهم والإغارة على قوافل الحجيج وسبي النساء .

كانت سيرة حسين بن علي الأخلاقية السيئة على كل لسان فقد كان الرجل يقيم علاقة آثمة مع " أسماء " أخت زوجته ولما اكتشفت زوجته " عبدية " هذه العلاقة ماتت من القهر وعمرها لا يزيد عن 27 عاما بعد أن أنجبت له أولاده الثلاثة عبدالله الذي اصبح ملكا على الأردن وفيصل الذي اصبح ملكا على العراق وعلي الذي اصبح ملكا على الحجاز .... وقبل مرور أربعين يوما على وفاة زوجته أراد حسين بن علي ان يحول علاقته غير الشرعية بأسماء إلى علاقة شرعية وذلك بالزواج منها إلا انه جوبه برفض الشريف علي بن عبدالله " أخوها " الموافقة على هذا الزواج بخاصة وان حسين بن علي كان يتخذ من إحدى الشركسيات واسمها " مديحة " عشيقة له انجب منها فيما بعد ابنته " صالحة " التي ماتت في الأردن عام 1994 وزعم حسين بن علي بعد ذلك أن مديحة كانت جارية عنده وان له الحق في معاشرتها لأنها مما ملكت يمينه .


يتبع ..
__________________
وسعت أساطيل الغزاة بلاده
لـكنـهـا ضـاقت عـلى الآراء ..