والذين دأبوا على نشر صور العاريات في مجلاتهم من الممثلات الاجنبيات اولا ثم من بنات المدارس بدعوى الرياضة ، ونساء السواحل بحجة الاصطياف ، وعملوا على ذلك الدهر الطويل ، على خطة مرسومة ، وسبيل معينة ، صابرين محتسبين لوجه إبليس ، ولولاهم ولولا مجلاتهم ولولا تلك الروايات من قبل وهاتيك الافلام من بعد ، ولولا الذين تخرجوا بمدرسة الضلال ، ثم ولوا _ مع الاسف _ أمر أبنائنا وبناتنا في مدارسنا ، ما رأينا ولا توهمنا أننا سنرى يوما ، للعبة بكرة السلة ، أو لعرض في حفلة الرياضة ، أو لاصطياف على الساحل ، ولو بعث قاسم أمين ومن شايعه على دعوته ، من رؤوس الفتنة ، ورأوا إلام انتهت إليه المرأة بدعوتهم ( التي أرادوا بها غير هذا ) لأخذتهم الصعقة !
وأؤكد لك أن (ذلك الأمر ) في حقيقته أتفه وأهون مما تظن ، وأن الحديث عنه أعظم منه ووصفه أكبر أثرا في النفس من فعله ، ولولا هذا الفن : فن الشعلر والقصة والتصوير والغناء ، ولولا هذا الذي يجمل المرأة ، ويحسن الحب ، لما رأيت لتلك (الصلة الجسمية ) في نفسك ولا نفس غيرك من الشباب عشر معشار ما تحسه اليوم ، إنها عملية كالعمليات الطبية كلها ، إنها قذرة حقا ، لذلك وضع الله لها هذا (البنج) الذي يعمي ويصم ، فلا يرى المرء القبح فيها ، وهذا البنج هو الشهوة ، ولو فكر المرء فيها هادئا . لو فكر فيها بعقل رأسه لا بعقل أعصابه لما رآها إلا كما أقول .
وهذه المغريات كلها لا تعمل عملها ، ولا تؤتي المر من ثمرها ، ما لم يوجد رفيق السوء ، الذي يدلك على طريق الفاحشة ، ويوصلك إلى بابها ، إنها كالسيارة الكاملة العدة ، وهذا الرفيق كالزناد (المارش) ، وليس تمشي السيارة مهما كانت قوتها إلا بالزناد .
وكأني أسمعك تقول : هذا هو الداء ، فما الدواء ؟
،، يتبع ،،