سيدتي الفاضلة العنود
اسمحي لي بإعادة نشر نجوى هنا مرة أخرى
فكل همسة للوطن تستحق نجوى أن تعلّق بها
قصيدة نجوى
للشاعر :خير الدين الزركلي
العـينُ بعــــد فـراقـــهـا الوطنَا
لا سَـاكِـناً ألفـت ولا سَــــكــــَنَا
ريّانةً بالدمـــــــــــع أقــلقــهـــا
أن لا تحـسّ كـرىً ولا وســــنَا
كـانت ترى فـي كـلّ ســــانحـةٍ
حُـسْـناً وباتت لا ترى حَـسَــــنَا
والقــــلب لولا أنـّةٌ صَـعـَـــدتْ
أنكـــرْتُهُ وشـكـــــكـت فــيه أنَا
ليت الذين أحــــــبّهـم عـلمـــوا
وهـُـمُ هُـنالك مـالقــــيت هُــــنَا
مـاكـنت أحـســـــبني مـفـارقهم
حــتـّى تـفـارق روحــــيَ البدنَا
يا مـوطناً عـــــبث الزمــان به
من ذا الذي أغـــرى بكَ الزّمنَا
قد كان لي بك عن سـواك غنىً
لا كان لي بســــواك عنك غنى
ماكـــــنت إلا روضةً أنُـفُـــــــاً
كرُمت وطابت مغـــرساً وجنى
عَطفوا عليك فأوسعـــــوك أذىً
وهُـمُ يسـمّــــون الأذى مـــــِننا
وحَنَوْ عليك فجـــــــرّدوا قضباً
مـســـــــــــــــنونةً وتقدّموا بقَنا
يا طائراً غـــــــنّى على غصنٍ
والنّيل يســــــــقي ذلك الغصنا
زدني وهج ما شئت من شجني
إن كنت مثلي تعرف الشجــــنا
أذكـــــــــــرتني بردى وواديَهُ
والطّير آحــــــــــــاداً به وثُنى
وأحـبّةً أســـــــررت من كلفي
وهوايَ فيهم لاعـــــــــجاً كمنا
كم ذا أغــــــــــــــالبه ويغلبني
دمعٌ إذا كفكـــــــــــــــــته هتنا
لي ذكرياتٌ في ربوعـــــــــهمُ
هنّ الحياة تألقاً وســـــــــــــــنا
إنّ الغريب معــــــــــــذّبٌ أبداً
إن حلّ لم ينعــــــــم وإن ظعنا
لو مثّلوا لي مـــــــــوطني وثناً
لهـمـمـت أعــــــــبد ذلك الوثنا