مفاجأة خطيرة تكشف القصة الحقيقية لاعتقال صدام حسين
فقط للارشيف من الاسبوع المصرية
مفاجأة خطيرة تكشف القصة الحقيقية لاعتقال صدام حسين الرئيس المعتقل خضع لتحقيقات قاسية في مركز C.I.A بولاية فرُينيا والمحققون فشلوا في الحصول علي أية معلومات.
تحقيق: مصطفي بكري و محمود بكري.
- امتنع عن توريط بعض القادة العرب أو الإقرار بوجود أسلحة الدمار الشامل مقابل الإفراج عنه
- رفض الإفصاح عن مكان اختفاء ألفي دبابة ومئات الطائرات العراقية
- صدام: 'لن أبيع بلدي ولو وقفت وحيدا ولو خانني كل الرفاق والأصدقاء ولو أعلن الشعب العراقي التبرؤ مني'
في ساعة مبكرة من صباح الأحد الماضي 14 ديسمبر وجه الحاكم الأمريكي في العراق بول بريمر الدعوة إلي عدد مـحدود من أعضاء مجلس الحكم الانتقالي، كان اللقاء سريا وغير معلن، وكان ضمن الحاضرين عدنان الباجه جي رئيس المجلس وموفق الربيعي وآخرون.
بدا بول بريمر منتشيا، تـحدث معهم بكل ثقة 'لقد ألقينا القبض علي صدام حسين، وهو الآن بحوزتنا'.. لم يصدق الحاضرون الخبر، بدت الدهشة علي وجوههم واضحة، كانت الأسئلة تلاحق بول بريمر، هل هذا الكلام صحيح؟ متي حدث؟ وكيف وأين؟ هل تأكدتم أنه فعلا صدام وليس شبيها له؟
بعد قليل اصطحبهم بول بريمر إلي مكان سري، يا للهول.. إنه فعلا صدام حسين، كان الرجل يبدو كأسد جريح، لحية طويلة غير مهذبة، شعر الرأس يبدو مبعثرا وكأن الرجل خرج لتوه من كهف سحيق.. نظر صدام حسين إلي أعضاء مجلس الحكم باستهانة، ووضع رجلا علي رجل في مواجهتهم وراح يوجه شتائمه إليهم.
سألوه عن مواقفه، حاولوا استدراجه في الحديث إلا أن إجاباته كانت مقتضبة، وتتميز بالسخرية وتعبر عن مواقف عنيدة يرفض الرئيس أن يتراجع عنها.
خرج أعضاء مجلس الحكم من الاجتماع وكأنهم يشاهدون حلما لا يصدق، معقول، إنه فعلا صدام حسين، نفس اللغة، نفس الثبات، نفس القدرة علي المقارعة.. فقط عينان زائغتان، تغوصان في المجهول وكأن الرجل قد أجبر علي تناول حبوب مخدرة.
بعد قليل بدأ الخبر يتسرب، جرت الاتصالات بطالباني في إيران، لم يتمهل، كان أول من أعلن الخبر من طهران ثم راحت وكالة الأنباء الإيرانية تبث الخبر إلي العالم.. تكهربت الأجواء الإعلامية، أعلنت حالات الاستنفار، الكل يتساءل، يستفسر، المحطات الفضائية بدأت تعد الأفلام الوثائقية، تجري الاتفاقات مع المحللين السياسيين انتظارا للحظة الإعلان.
بعد قليل راحت الأخبار تتدفق، مصادر مجلس الحكم الانتقالي تعلن أنها علي يقين من صحة الخبر، مصادر في البنتاجون لا تستبعد، ثم خرج توني بلير ليهنئ العراقيين بالقبض علي صدام.
انتظر الصحفيون لحظة الإعلان الأمريكي، وجاء الخبر: بول بريمر سيعقد وإلي جواره قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز ورئيس مجلس الحكم الانتقالي بالنيابة عدنان الباجة جي مؤتمرا صحفيا في الثانية من ظهر الأحد بتوقيت القاهرة.
وفي الثانية ظهرا كان بول بريمر يعلن النبأ، انفجرت القاعة صراخا وهتافا، فقد بعض الإعلاميين الذين جيء بهم أعصابهم وراحوا يرقصون بصورة هزلية.. فتح الباب أمام الأسئلة وكانت المفاجأة: صدام حسين يظهر في شريط فيديو جري عرضه أمام وسائل الإعلام.
نعم..إنه هو صدام حسين، نفس العينين، ملامح الوجه، حركة الرأس ذاتها، كل شيء يقول إن هذا الرجل هو صدام حسين.. وحتي اللحية الكثيفة لم تقف عائقا أمام التعرف عليه.
راح العالم يضرب أخماسا في أسداس، وكالات الأنباء والصحف ووسائل الإعلام تطرح تساؤلاتها، تفتح أبوابها للمحللين، بينما الشارع العربي راح ينقسم بين من يقول إن هناك أسرارا في الأمر.. ربما كان شبيهه، أو ربما كان هو بالفعل، ولكن عملية اعتقاله سبقت الإعلان بكثير..
كان عليٌ أن أبـحث وأن أجري الاتصالات، شكلت أنا وشقيقي محمود فريق عمل، كل منا يمضي، ساعات طوالا، اتصالات بجهات عربية وعراقية، ومعلومات من الولايات المتحدة، تجمعت خيوط الصورة كاملة، كانت حزمة الأوراق ثمينة للغاية، كان سباقنا مع الزمن عظيما، والآن أضحي المشهد كاملا وها نحن نخطه علي الورق لتنفرد 'الأسبوع' بتفاصيل القصة الحقيقية للقبض علي الرئيس صدام حسين.
كان بول بريمر قد حدد سلفا موعدا لأحد المسئولين الدوليين لاستقباله في بغداد، وصل المسئول، لكنه لم يجد بول بريمر، لقد أبلغ أن بريمر استدعي علي عجل لمقابلة الرئيس جورج بوش في الولايات المتحدة.
أبدي المسئول الدولي غضبه، إن بريمر لم يقدم له حتي مجرد اعتذار، لقد أبدي الرجل دهشته من هذا السلوك المتعجرف وأبلغ غضبته إلي من التقوه ليبلغوه اعتذار بريمر.
كان العنوان المعلن لهذا الحدث أن الرئيس الأمريكي جورج بوش استدعي بريمر علي عجل للبحث عن خطة لنقل السلطة إلي العراقيين بعد تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية علي الساحة العراقية، وقيل في هذا الأمر كلام كثير.
انطلقت طائرة خاصة من مطار بغداد تقل بول بريمر ومعه وبشكل غير معلن بعض القادة العسكريين وكان هناك علي الطائرة 'الرئيس صدام حسين'.
انطلقت الطائرة من مطار بغداد لنقل مستقليها إلي البيت الأبيض في واشنطن، لم يكن أحد يعرف باستثناء قلائل أن هذا الشخص الذي جري التعمية علي مظهره هو صدام حسين. في هذا الوقت أشاع الأمريكيون في كل مكان كثيرا من الأخبار حول طرق البحث عن صدام ورسائل صدام وأعوان صدام وخطورة صدام.
كانت أخبارا متعمدة ومعدة سلفا، ولكن لم يسأل أحد لماذا توقفت رسائل صدام حسين إلي شاشات التلفاز منذ هذا الوقت؟!
وكانت آخر رسالة بثتها قناة 'العربية' بصوت صدام حسين قد أذيعت خلال شهر رمضان، وهي رسالة يبدو أنها أعدت سابقا، وأن عملية بثها في هذا الوقت الذي كان فيه صدام في أيدي القوات الأمريكية هو الذي أثار أعضاء مجلس الحكم العراقي الذين تلقوا توجيهات من بول بريمر بإغلاق مكاتب قناة 'العربية' في بغداد عقابا لها علي بث هذا الشريط الذي أعاد صدام لدائرة الفعل، بالرغم من أنه كان بأيدي الأمريكان.
كان خبر مقتل عدي وقصي نجلي صدام حسين وحفيده مصطفي في يوليو الماضي بمثابة الصدمة للأب، لم يصدق الرئيس ما جري، كان يظن أن قراره بإبعادهم عنه يعني توفير الحماية لهم، لكنهم سلموا من قبل الرجل الذي ظن أنه سيحميهم واستشهد الثلاثة في معركة اثبتوا فيها صلابة منقطعة النظير.. اهتز وجدان الأب، ظل أسبوعا كاملا يرفض تناول الطعام، كان كثيرا ما يهذي بكلمات غير مفهومة.
منذ هذا الوقت بدأت القيادة العسكرية الأمريكية في العراق أولي خطوات الخطة الجديدة للبحث عن صدام حسين واعتقاله، كانت الخطة تحت اشراف مباشر من الجنرال ريكاردو سانشيز يعاونه في ذلك الجنرال أودرينو قائد الفرقة الرابعة.
قامت الخطة علي افتراض يقول: إن صدام سيحاول اللجوء إلي عشيرته وإلي بلدته تكريت من أجل الاحتماء بها، خاصة أن الكثير من أفراد الحرس والمرافقين الشخصيين للرئيس بدءوا يبتعدون عن نطاق مكان صدام بعد مقتل نجليه وراحوا يمارسون مهامٌ أخري، فانضم بعضهم إلي فرق المقاومة الميدانية بينما راح آخرون ينظمون أجهزة جمع المعلومات لصالح المقاومة.
كان صدام محبطا من جراء استشهاد نجليه وحفيده، لكنه كان مصمما علي الاستمرار مهما كان الثمن، كان يقاوم الاحباط بكل ما يملك وراح يبعث بشريط إلي قناة 'العربية' ينعي فيه ولديه ويعلن استمرار المقاومة حتي النصر.
__________________
[HR]
يا رسول الله
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ورؤيتكم أيا تاج الجمالِ = أحبُّ إليَّ من أهلٍ ومالِ
تأصّلَ حبّكم في القلبِ حتى = تعلَّقَ فيكمُ فكري وبالي
نقيبُ القلبِ لذتُ اليوم فيكم = فيحلو في محبتكم مقالي
وحالي ضاربٌ بالشوقِ صبٌّ = متى النظراتُ تسعفُ ما بحالي
[/poet]
[HR]
}{وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا}{
|