عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 08-01-2004, 12:19 AM
ساري111 ساري111 غير متصل
S.A.R.Y 111
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
الإقامة: sary111
المشاركات: 491
إفتراضي

(7)
الإعلامُ و خطرُه أيضاً ، التجسُّسُ على الأفراد أو على الدُّول أو على المؤسسات ، والتجسُّسُ المضادُّ أيضاً.
النَّعَرَات العنصريةُ في أمريكا ، و الصِّدامُ بين البيض والسُّودِ مثلاً ، وقد حدثَ كما تعرفون أحداثٌ كثيرةٌ من هذا القبيلِ في العامِ الماضي وراحَ ضحيَّتَها عشراتُ الأفرادِ وملياراتٌ أحياناً من الأموال .
تلوُّثُ البيئة ، وهو أحدُ الأمراضِ الفتَّاكة كما أسلفتُ .
الفشلُ السياسيُّ و الفضائحُ الكثيرةُ التي تلاحقُ البيتَ الأبيضَ وجميعَ مراكزِ الإدارةِ والسياسةِ في فرنسا ، وإيطاليا وبريطانيا وألمانيا وفي غيرها .
و على سبيل المثال هناك عشرات بل مئات المقالات موجودةٌ عندي تتحدَّثُ فقط عن الفَشَل السياسيِّ في أمريكا ومشكلاتٍ داخلَ البيتِ الأبيضِ وقضايا تتعلَّقُ بشخصِ الرئيس هناك وفضائحَ عن ذاته وعن علاقاته وعن إخوانه وأخواته ومن الذي سُجِن بالمخدِّرات أو السرقة ومن ومن .. و بعضِ القضايا المتعلقةِ به وأشياءَ شخصيَّةٍ تدلُّ على أنَّ هناك فعلاً إخفاقاتٍ كثيرةً و فشلاً في الإدارة وتأخُّراً في الإنتاجية .
الفضائحُ التي تلاحقُ الإيطاليين اليوم ، يومياً فضائحُ تُكشف عن رجالِ الحكم هناك ، وكثيرٌ من رجال السياسة هناك لم يعودوا لامعينَ لشعوبهم بما فيه الكفاية .
هذه قائمةٌ طويلةٌ وعندي كما قلت لكم معلومات كثيرة فيها لعلَّ جلسةً خاصَّةً إن شاء الله تخصَّصُ لمثل هذه الأمور لأنها لا تخلو أيضاً من عبرةٍ وطرافةٍ في بعض الأحيان .
وبغضِّ النظر عن هذا كلِّه ، إلاَّ أنَّ الجميعَ يتفقون على وجود صعوبات جمَّةٍ تنتظرُ المسيرةَ الغربيةَ عامَّةً والمسيرةَ الأمريكيَّةَ على وجه الخصوص ، لقد كنَّا يوماً من الأيام نقرأ كلاماً كهذا عن انهيار الحضارة الغربية ، و أذكر أنَّه وقع في يدي كتابٌ، للأستاذِ سيِّد قطب رحمه الله تعالى اسمه ( المُستقبلُ لهذا الدِّين ) ، فقرأت فيه فصلاً عنوانه ( انتهى دورُ الرجُل الأبيض ) ، و هو يتكلَّمُ كلاماً شبيهاً بهذا ، عن أنَّ دورَ الغربيين قد انتهى وجاء دورُ المسلمين الذين يجب أن يحملوا ويقدموا للعالم الحلَّ .
فكُلنَّا نعلم أنَّ ذلك حقٌّ و لكنَّ الإنسانَ يراوده شيءٌ مما يرى من هيمنةِ الغربِ ،ومما يسمعه من المستغربين الذين كانوا يعدُّون هذا الكلام أضحوكةً يسخرون بها و يتلهَّون بها ، بل حتى الصالحون داخلتْهُمُ الظُّنونُ في ذلك ، وصار إيمانُهم أحياناً نظرياً ، فهم يقولون : نعم صحيح ..ولكن !
إذن عندهم شكٌّ و يتوقعون أنَّ العالَمَ الغربيَّ سيظلُّ مهيمناً في فترةٍ طويلةٍ غيرِ منظورة ، حتى المفكِّرُ الجزائري مالك بن نبي رحمه الله ، و هو مفكِّرٌ عميقٌ واجتماعيٌّ متخصِّصٌ ، إلا أنَّه مع ذلك كان يتوقَّعُ أو يميلُ إلى القولِ بخلودِ الحضارةِ الغربيَّةِ و أبديَّتِها في الدُّنيا ، ثم تراجَعَ عن ذلك و أعلنَ خلافه .
نحن إذن نفرحُ ونُسرُّ بكلِّ حديثٍ عن سقوطِ أمريكا أو الحضارةِ الغربيةِ لأنَّنا وإن جاءنا بعضُ إنتاجها وبعضُ تيسيراتِها الماديَّة والحضاريَّة إلا أنَّنا صُلِينا بنارِها في مجتمعاتِنا وأممنا، ونحن وإن كُنَّا كأفرادٍ في نعمةٍ إلاَّ أنَّنا كأمَّةٍ في خَطَر ، ولا يجوزُ أبداً أن ننظُرَ إلى النَّاحية المادية أو الأنانيَّة أو الفرديَّة فحسب !
و أردِّدُ و تردِّدون مع الشَّاعر هذه الأبيات :
أنا ضدُّ أمريكا..! إلى أن تنقضي هذي الحياةُ ويُوضَعُ الميزانُ
أنا ضدَّها حتى وإن رَقَّ الحصى يوماً وسال الجلمدُ الصُوَّانُ
بُغضي لأمريكا لوِ الأكوانُ ضَمَّتْ بَعضَهُ لانهارتِ الأكوانُ
هي جَذْرُ دَوحِ الموبقاتِ وكلُّ ما في الأرض من شرٍّ هو الأغصانُ
من غيرَها زَرَعَ الطُّغاةَ بأرضنا وبمن سواها أثمرَ الطغيانُ
حَبَكَتْ فصولَ المسرحيَّةِ حَبْكَةً ، يعيا بها المتمرِّسُ الفنَّانُ
هذا يكرُّ وذا يفرُّ و ذا بهذا يستجيرُ و يبدأُ الغليانُ
حتى إذا انقشعَ الدُّخانُ مضى لنا جُرحٌ وحلَّ محلَّه سرطانُ
و إذا ذئابُ الغربِ راعيةً لنا ، وإذا جميعُ رجالنا خرفانُ
و إذا بأصنامِ الأجانبِ قد رَبَتْ وبلادُنا ورجالُها القربانُ !
إذن لا نلامُ حينما نبغضُ هذا الصنمَ الذي مارَسَ ألوانَ التسلُّطِ على المسلمين في مشارقَ الأرض و مغاربها .
أيها الأحبَّة ، إنَّ سنَّةَ التغيير قطعيَّة ، و التَّاريخُ ما توقَّف لغير فوكوياما حتى يتوقَّف له ، أما الشَّرعُ فإنَّ الله تعالى بيَّن لنا في القرآن أنَّ الأيامَ دول ، قال تعالى : {وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ } ، وهذا نصٌّ قطعيٌّ في ثبوتِه ، فهو قرآنٌ ، و قطعيٌّ في دلالته ، على أنَّ الأيامَ دول حتى بين المؤمنين و الكفار : { إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ القَومَ قَرْحٌ مِثْلُه وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَينَ النَّاسِ } .
وقال سبحانه : {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ } .
إذن الدَّهرُ دول ، وحتى الدُّول الإسلامية، دولة الخلافة تدرَّجَت بها الأمور والليالي والأحوالُ حتى سقطت وحلَّ محلَّها دولٌ أخرى ، فما بالك بالدُّول الماديَّة التي قامت على أساسٍ لا ديني هي أحق وأولى بالسُّقوط من دول إسلامية ؟!
هذا من الناحية الشرعية .
أمَّا من الناحية التاريخية ، فإنَّ التاريخَ كلَّه كتابٌ يثبتُ لنا أنَّ الأممَ تتناوبُ وأنَّ سنَّةَ اللهِ تعالى جاريةً والتاريخُ شاهدٌ ماثلٌ للعيان على ذلك،لم تثبت دولةٌ مهما كانت في قوتِها وصولتها واقتصادها ورجالها وكثرتها وكثافتها، إنَّها تسود ثم تبيد !
__________________

تـوقن أم لا تـوقن .. لايعـنيني
مـن يـدريـنـي
أن لـسانـك يـلهـج باسم الله
وقـلـبـك يــرقـص للشيطان !!