عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 08-01-2004, 12:21 AM
ساري111 ساري111 غير متصل
S.A.R.Y 111
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
الإقامة: sary111
المشاركات: 491
إفتراضي

(9)
ثالثاً : نحن نطرحُ هذا الموضوع من أجل حماية المصالح الإسلامية المرتبطة بالغرب اقتصاداً وسياسةً وإدارةً وإعلاماً وتعليماً، فعلى المسلمين أن يدركوا الهوَّةَ التي يتِّجه الغربُ إليها حتى يفتكُّوا أنفسهم من ركابه ومن قيوده .
في مجلة اليمامة كتب د. المالك قبل أعدادٍ مقالاً عنوانه ( أمريكا للبيع .. تجربةٌ للاعتبار ) وتحدَّث عن بعض المخاطر التي تهدِّدُ الاقتصاد الأمريكي، وغرضُهُ الاعتبار بها والاستفادة منها .
وهناك دراساتٌ عديدةٌ حذَّرَت من ربط الاقتصاد العربيِّ والخليجي والإسلاميِّ بالدولار الأمريكي ، وحذَّرَت من احتمال التدخُّل المباشر في العالم الإسلامي وعودة عهود الاستعمار ، وهذا ليس ببعيد ، فهؤلاء نحن نرى في الصومال تدخلاً غربيَّاً وأمريكياً مباشراً، وقبل يومين صرَّح رئيس الكتيبة الإيطالية هناك بأنَّه ينتقدَ الإرهابَ الأمريكي في الصومال الذي يتِّخِذ من الأمم المتحدة ستاراً له، وهذا يدل على حقيقة الأهداف التي جاءوا من أجلها .
إنَّ تعاملَ المسلمين مع أمريكا الحكومة ومع أمريكا الدولة و مع أمريكا الشعب بل مع الغرب كلِّه، يجب أن يضعَ هذا الاعتبارَ في تفكيره وعقليته .
السلع مثلاً التي نستوردها من هؤلاء، ألا يمكن أن نعيدَ النظرَ فيها، لماذا يركِّزُ المسلمون على شراء السِّلع الأمريكيَّة من أجل دعمِ الاقتصاد الأمريكيِّ المنهار أو رفع معدلاته أو تقليل نسبِ البطالة وتوظيف شباب أمريكان في صناعة الأسلحة أو الطائرات أو البضائع أو التجارات أو الثياب أو غيرها ؟
لماذا لا يبحث المسلمون عن بدائلَ في اليابان أو في الصين أو في بريطانيا أو فرنسا أو روسيا أو غيرها، بحيث تكون الأسواق الإسلامية ميداناً للمنافسة بين تلك الدول ؟ وذلك تمهيداً للتسريع بسقوط الاقتصاد الأمريكي على وجه الخصوص وليس المساهمة في دعمه وتقويته ..
لماذا لا يتبنَّى المسلمون حكوماتٍ وشعوباً وجماعاتٍ وأمماً و علماءً، الدعوةَ إلى مقاطعة البضائع الأمريكية التي يمكن الاستغناء عنها ؟
نعم ! نحن واقعيُّون لا نطالب بمقاطعةٍ تامَّةٍ، لكن يمكن أن يكون هناك توعيةٌ للشعوب الإسلامية باختيارٍ مقدَّمٍ على البضائع الأمريكية بقدر المستطاع .
ولو أنَّ حملةً إعلاميَّةً قويَّةً تبنَّاها العلماءُ والدُّعاةُ والمخلصون والجماعاتُ الإسلاميَّةُ في كل مكانٍ ورُكِّزَ عليها زمناً طويلاً وضَرَبَت على هذا الوتر، لأحدَثَت تأثيراً كبيراً في عقول المسلمين ، وبعداً عن البضائع الأمريكية ، و على أقل تقديرٍ فإنَّها تعتبر نوعاً من الحرب النفسيَّة الَّتي تخيف الأمريكان وتجعلهم يدركون أنَّه يجب أن يضعوا المسلمين في الاعتبار، ويدركوا أنَّ مصالحهم مرتبطة بالمصالح الإسلامية .
و أخيراً : فإنَّنا نعالج هذا الموضوع من باب قوله تعالى :
{ولَمَّا رَءَا المُؤمِنُونَ الأَحْزَابَ قالُوا هَذَا مَا وَعَدَنا اللهُ وَرَسُولُه وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُه وَمَا زَادَهُم إِلاَّ إِيمَانَاً وَتَسْلِيمَاً }.
لنؤكِّدَ على أنَّ السنَّة الربانيَّةَ قائمةٌ على أمريكا وعلى أوروبا وعلى الغرب كما هي قائمةٌ على غيرهم ، وأنَّ الأخبارَ السارَّةَ التي ينتظرها المسلمون بسقوطِ تِلْكَ الدُّول وتراجعها وانهماكها في صراعاتٍ داخليَّةٍ أنَّها إن شاء الله قريبةٌ غير بعيدة .
وحينما أقول قريبةٌ فأرجو ألا يذهب أحدٌ ليدير جهازَ الراديو و هو يتوقَّعُ أخباراً ، فإنَّ خمسَ وعشرَ سنواتٍ تُعتبر أمراً قريباً ، { وَإِنَّ يَومَاً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ } .
إذن طرحُ هذا الموضوع، لتطمئنَّ قلوبُ المؤمنين ويعلموا أنَّ نصرَ الله تعالى آتٍ ، وأنَّ تلك القوى التي سخَّرَت وجهَّزَت إمكانياتها لحرب الإسلام والمسلمين ، والحيلولةِ دون انتصار الحلِّ الإسلاميِّ والوقوف في وجه أيِّ أُمَّةٍ من المسلمين تريد أن تحكمَ ذاتها حتى لو كانت أمَّةً مقصِّرَةً مُخِلَّة، أنَّ هذه القوى سوف تزول عن الطريق وسوف يكتب الله تعالى النصرَ للمؤمنين .
مِن أَينَ نبدأ ؟
إنَّ طرحَ هذا الموضوع صعبٌ جداً .
أولاً من حيث كثافة المادَّة العلميَّة ، حتى إنِّي رأيتُ أنَّ مُجرَّدَ عرض المراجع المتوفِّرَة عندي وهي قليلٌ من كثيرٍ أنَّه يستغرقُ زمناً طويلاً ، فهناك مئاتُ الكتب وآلافُ المحاضرات وعشراتُ الآلاف من الدراسات والتحليلات بل مئاتُ الآلاف من الأخبار اليوميَّة والتقارير الطويلة أو القصيرة عن هذا الموضوع، فكيف تستطيع أن تنتقي مادَّةً مناسبةً خلال ساعة أو ساعةٍ ونصفٍ من بين هذا الرُّكام الطويل .
__________________

تـوقن أم لا تـوقن .. لايعـنيني
مـن يـدريـنـي
أن لـسانـك يـلهـج باسم الله
وقـلـبـك يــرقـص للشيطان !!