عرض مشاركة مفردة
  #12  
قديم 08-01-2004, 12:24 AM
ساري111 ساري111 غير متصل
S.A.R.Y 111
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
الإقامة: sary111
المشاركات: 491
إفتراضي

(12)
الطُّلابُ الذين يذهبون من العالَم الإسلاميِّ إلى الغربِ ويقيمون في أوساطِ الأمَمِ الغربيَّةِ دارسينَ أو موظَّفينَ ، هل حملوا المشعلَ ؟ أو إنَّهم منهزمونَ في داخلِهِم عقائديَّاً وحضاريَّاً وإنْ كانُوا يتكلمون بألسنتِهِم بغيرِ ذلِك ، فلسانُ حالِ أحدِهِم يقولُ :
أمَّتي هل لَكِ بينَ الأُمَمِ *** منبرٌ للسَّيفِ أو للقَلَمِ ؟
أتلقَّاكِ وطرفي مطرِقٌ *** خجلاً من أمْسِكِ الُمنصَرِمِ
ويكادُ الدَّمعُ يهمي عابثاً *** ببقايا كبرياءِ الأَلَمِ
أين دُنياكِ الَّتي أوحَتْ إِلى *** وَتَرِي كُلَّ يتيمِ النَّغَمِ
كَم تَخَطَّيتُ على أصدَائِهِ *** مَلْعَبَ العِزِّ ومَغنَى الشَّمَمِ
وتَهَادَيتُ كَأنِّي سَاحِبٌ *** مِئزَري فوقَ جِباهِ الأنجُمِ
حُلُمٌ مَرَّ كأطيافِ السَّنَا *** وانطَوَى خَلفَ جُفُونِ الظُّلَمِ
أمَّتِي .. كم صَنَمٍ مَجَّدتِهِ *** لم يَكُن يحمِلُ طُهْرَ الصَّنَمِ
فاحبسِي الشَّكوَى فلولاكِ لَمَا *** كَان في الحُكمِ عبيدُ الدِّرهَمِ
إنَّ الكثيرون يتكلَّمون بهذه العبارات والكلماتِ والأقوال ، أي أنَّهم منهزمونَ أمامَ الغرب ، لا يقدِّمونَ الإسلامَ بقوَّةٍ ولا يطرحُونَه بشجاعةٍ في أخلاقِهِم وسُلُوكِهِم وأعمالِهِم واتَّصالاتِهِم وجهودِهِم هناك .
ومع ذلك فإنَّ المستقبلَ مشرقٌ ، ومن أجلِ كلامٍ أكثرَ تفصيلاً أطرحُ هذه النماذجَ السريعةَ الَّتي لا يسمحُ الوقتُ بأكثرَ منها :
1) المجلسُ الإسلامي الأمريكي :
هذا مجلسٌ في مجالِ دعوةِ المجنَّدينَ ، وقبلَ دقائقَ سلَّمني أحدُ الإخوة رقعةً أو قصاصةً من جريدةِ "المسلمون" تتكلَّمُ عن المسلمين الموجودين داخلَ الجيش الأمريكي ، وأعتقد أنَّه قال إنَّ عددَ المسلمين هناك حوالي 8000 مسلم ، لكنَّهم كما يقول المقال بلا نفوذٍ وبدون رتبٍ كبيرةٍ و بلا تأثيرٍ ، هذا في عدد 421 يعني قبل حوالي سبعة أو ثمانية أشهر .
لكنَّ الكلامَ الذي سوفَ أقولُهُ مختلفٌ بعضَ الشَّيء ، فقد وصلني تقريرٌ يقول إنَّ هذا المجلسَ الإسلاميَّ الأمريكيَّ المسؤولَ عن الدَّعوةِ بين المجنَّدين الأمريكان يديرُهُ شخصٌ يتبعه مجموعةٌ من الأفراد ، هم قليلون على كلِّ حالٍ ، لكنَّ الغريبَ أنَّ هذا المجلس كُوِّنَ من قِبَلِ وزارةِ الدِّفاع الأمريكية ، برضاهم و موافقتهم !
أيُّ دولةٍ عربيَّةٍ أو إسلاميَّةٍ تجعلُ هناك جهةً مسؤولةً عن التوعيةِ والإرشادِ الدِّينيِّ والإسلاميِّ في صفوف جيوشها وشعوبِها ؟
نعم يوجدُ في هذه البلاد بوادرُ ومكاتبُ مسؤولةٌ عن ذلك ، نسألُ اللهَ تعالى أن يمنحَهم القوةَ والفرصةَ لممارسة دورهم وجهدهم ، أمَّا في كثيرٍ من الجيوش الإسلاميَّةِ فإنَّ مجرَّدَ وجودِ كتابٍ إسلاميٍّ أو محاضرةٍ يُعتبَرُ أمراً خطيراً !
المهمُّ أنَّ وزارةَ الدِّفاعِ الأمريكية أوجدَت ما يمكن أن نسمِّيهِ بمكتبٍ للتَّوعيةِ الدينيَّةِ خاصٍ بالمسلمين ، وأعطَتهم صلاحياتٍ واسعةٍ ونظَّمَت لهم رحلةَ حجٍّ قام معهم ذلك المسؤول ، ومنحَت ذلكَ المسؤولَ رتبة عُليا – جنرال في الجيش الأمريكي – ، وأعطته فرصةَ وإمكانيةَ أن يدخلَ إلى جميعِ القواعد العسكريَّة الأمريكيَّة بحريةً أو جويةً أو بريةً ، ويتفقَّدَ أحوالَ المسلمين هناك وينظِّمَ جداولَ لزيارتهم ، ومحاضراتٍ ودروسٍ تُلقَى لهم وكتبٍ وأشرطةٍ توزَّعُ عليهم ، وجعلت هناك تعميماً على جميعِ مؤسساتها للمواصفات المطلوبة حول الطعام والشرابِ الذي يقدَّم للجندي أو الضابط المسلم ، وحولَ الأعياد التي يُسمحُ له بالاحتفال بها من أجل مراعاة المسلمين ومنح الحرية لهم حتى داخل الجيش الأمريكي .
وفي ذلك المقال الذي تلوتُهُ عليكم قبلَ قليلٍ صورةٌ لمجموعةٍ من المسلمين وهم يؤدُّونَ الصَّلاةَ هناك .
فضلاً عن تكوين بعض الموادِّ الإعلاميَّةِ من أفلامٍ وأشرطةٍ للتثقيفِ والتدريبِ والتعريفِ بدين الإسلام ، وحريَّةِ دعوة غير المسلمين إليه أيضاً ، وكذلك دفنِ الموتى على الطَّريقة الشرعيَّة .
وإضافةً إلى هذا كلِّهِ ، فقد سمحَت وزارةُ الدِّفاعِ الأمريكيَّةِ بأن يُعلِنَ هذا المجلسُ عن نفسه في جميع المطبوعاتِ والمجلاَّتِ والصُّحُفِ التي تصدرُها وزارةُ الدفاعِ .
إذن أمامَنا فرصٌ لدعوةِ غيرِ المسلمين إلى الإسلام ، لو كُنَّا جادِّينَ وصادقينَ ، وقد تكونُ هذه الفرص أحياناً مع الأسف أعظم وأكبر من الفُرَصِ الموجودةِ في بعض الدُّولِ العربيَّةِ والإسلاميَّة .
2) مركزُ الدِّراساتِ الاقتصاديَّةِ والاجتماعيَّة بأنقرة في تركيا:
وهو مختلفٌ بطبيعةِ الحال و إنَّما المقصودُ التنويع ، وقد عقد هذا المركزُ مؤتمراً تعاونيَّاً للمرَّةِ الثانية ، حضره مجموعةٌ من العلماء المسلمين من مصرَ وبلادِ المغربِ وباكستانَ والهندِ وغيرها تفرَّعَتْ عنه عدةُ لجان ، منها لجنةٌ خاصَّةٌ بالعلم والتكنولوجيا وأصدرت توصياتٍ كبيرةٍ وعظيمةٍ ، ولكنَّهَا نظريَّة بطبيعة الحال ، ولجنةٌ أخرى للتنظيمِ والتشكيل بتقسيم العالم الإسلاميِّ إلى أقاليمَ وولاياتٍ وأقسامَ والتركيز عليها ، ولجنةٌ ثالثةٌ للعمل التربويِّ في أوساطِ المسلمين ، ولجنةٌ رابعةٌ للإعلام الإسلاميِّ وتقديمِ البديل ، ولجنةٌ خامسةٌ للمناهجِ الاستراتيجيَّةِ ، وخرَجَت بتوصياتٍ كبيرةٍ وبنَّاءة ، لكن المهمَّ والخَطِر أنَّ هذا المؤتمر لم يحدِّد الجهةَ التي يمكن أن تنفِّذَ هذه التوصيات ، وهذا هو المُشكلُ أو كما يُقال : من يُعلِّقُ الجرَس .
__________________

تـوقن أم لا تـوقن .. لايعـنيني
مـن يـدريـنـي
أن لـسانـك يـلهـج باسم الله
وقـلـبـك يــرقـص للشيطان !!