عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 25-01-2004, 04:00 PM
محمد حيدر محمد حيدر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2002
المشاركات: 112
إفتراضي أعوامكِ الخمسون

أعوامكِ الخمسون
19\1\2004\ **********
إلى الخمسينية السابحة من حولي بهمة ابنة العشرين ونضارتها أقدم هذه الأبيات0
************
[poet font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="black" bkimage="" border="double,5,firebrick" type=1 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=" shadow(color=firebrick,direction=135)"]
لو أن وجهكِ لم يكن متغضنا!!!
وسوادَ شعرك لم يكن متلونا !!!
لحسبتُ أن البحر زف عروسه
لمياه مسبحنا الذي يغفو هنا
قَدٌ كعود الخيزران لدانة
أوقد يكون إذا ضممتكِ (ألدنا)
إلا إذا كابَرتِ فيما أمّلت
نفسي وقلتِ له بأن لايذعنا
لاتعجبي أني تسمر ناظري
فالحسن يجذب حيث كان الأعينا
*********
أعوامُكِ الخمسون لم تترك على
جسد الجميلة أيما آثار
فبدوتِ تحت الماء عشرينية
تلهو بلا حذر مع التيار
ترسو فتلتهب المياه إثارة
وإذا طفت فالماء فرشة نار
جسد تبرج بالأنوثة والصبا
والعري إلا موضع الأسرار
وتغضُّنٌ في الوجنتين خطوطه
رُسِمَت ببعض تحفظ ووقار
**********
قولي بربكِ هل أثار تطفلي
شيئا لديك يمتُّ للإعجاب!!!

حاولتُ تقليد الشباب سباحة
فضربتُ في زندَيّ صدر عباب
ووقفت أسترق التطلع خلسة
لأراكِ تبتسمين باستغراب
لاتسخري مني فحتى لو بدت
شيخوختي في لمتي وإهابي
تبقى العواطف والصبابة في دمي
وقَّادة في مثل عهد شبابي
**********
جيلي وجيلك لاتباعد بينها
يفضي إلى تسفيه ما أتأمل
وأنا وأنت- كما أرى- متقاعدٌ
يرنو بإعجاب لمن لاتعمل
جد أنا وأظن أنك جدة
إلا إذا لم تفعلي ما يُفعَل
فتفضلي لنَعُومَ فوق بحيرة
للحب يرفدها الرحيق السلسل
وتغزلي ببياض مفرق لمتي
أوفاسمعيني عندما أتغزل
***********
أنا يابنة الخمسين أبحث دائما
عما يسوِّغ لي طويل بقائي
أهدافُ أمتنا وما طمحت له
كانت لدَيَّ سعادتي وشقائي
واليوم أوشك أن أقول لأمتي
إني يئست وخاب فيك رجائي
ولسوف أبحث في عميق عواطفي
عما يخفف خيبتي وعنائي
فالعشق كان وما يزال سفينة
تُنجِي بليل عواصف الظلماء
**********
أنا عاشق لكنّ نار عواطفي
كمنت وراء لهيب نار جهادي
حاربت ضد الظالمين جميعهم
ووقفت للغازين بالمرصاد
واليوم أقعدني تخاذل أمتي
فيئست رغم تفاؤلي وعنادي
ورأيت فاتنتي فاوقد حسنها
ناري وأشعلت اللظى برمادي
ووقفت أرصدها وكلي خشية
من أن يكون مصيرها كبلادي
[/poet]
**************
محمد حيدر- بيروت 19\1\2004\
الرد مع إقتباس