عرض مشاركة مفردة
  #77  
قديم 30-01-2004, 09:30 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
Lightbulb عفوا أختي الفاضلة (( مسلمة ))

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم .
الحَمْدُ لِلَّهِ َربِّ العَالمِين وَلاَ عُدوَان إلاَّ على الظَّالمِين والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى سَيِدِنَا مُُحَمَّدٍ سَيِّدِ المُرْسَلِين وإمام المُتَّقِين وَ عَلَى آلِهِ وَ صَحْبِهِ أجْمَعِين.
_____

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .
و بعد ،
فجزاك الله كل خيرا أختي الكريمة (( مسلمة )) على سؤالك على حال العبد الضعيف الذي يحمد الله له و لكم أن من علينا بنعم لا تحصى و لا تعدُّ .
صدقيني أختي الفاضلة ، إنني لعاجز تمام العجز عن أداء حق شكر الله عما أسبغه علينامن نعمه الظاهرة و الباطنة .
و بارك الله فيك على عباراتك الكريمة و حسن ظنك
بأخيك العبد المذنب الضعيف صلاح الدين القاسمي ،
و لي رجاء عزيز عندك أيتها الأخت الصالحة هو أن لا تنسيني بالله عليك من دعاك الصالح
و الآن أريد أن أعود إلى تلك الموعظة العظيمة القدر
للخليفة الراشدي الخامس مولاي و سيدي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ،
و التي كنتِ قد أدرجتيها بارك الله فيك في مداخلة سابقة .
يقول رضي الله عنه حاكيا عن أصحاب القبور :
إذا مررت بهم فنادهم إن كنت مناديا،
وادعهم إن كنت داعيا،
ومر بعسكرهم،
وانظر إلى تقارب منازلهم...
سل غنيهم ما بقي من غناه؟
..واسألهم عن الألسن التي كانوا بها يتكلمون،
وعن الأعين التي كانوا للذات بها ينظرون...
واسألهم عن الجلود الرقيقة والوجوه الحسنة،
والأجساد الناعمة ما صنع بها الديدان تحت الأكفان..؟
أكلت الألسن،وغفرت الوجوه،ومحيت المحاسن،وكسرت الفقار،
وبانت الأعضاء،ومزقت الأشلاء.

فأين حجابهم وقبابهم؟
وأين خدمهم وعبيدهم؟
وجندهم وكنوزهم؟
أليسوا في منازل الخلوات؟
أليس الليل والنهار عليهم سواء؟
أليسوا في مدلهمة ظلماء؟
قد حيل بينهم وبين العمل،
وفارقوا الأحبة والمال والأهل.
فيا ساكن القبر غدا،ما الذي غرك من الدنيا؟
أين دارك الفيحاء ونهرك المطرد؟
وأين ثمارك اليانعة؟
وأين رقاق ثيابك؟
وأين طيبك وبخورك؟
وأين كسوتك لصيفك وشتائك؟
..ليت شعري بأي خديك بدأ البلى ..
يا مجاور الهلكات صرت في محلة الموت..
ليت شعري ما الذي يلقاني به ملك الموت عند خروجي من الدنيا..
وما يأتيني به من رسالة ربي.
..( ا. هــ )

آه ...ثم ألف آه و آه يا سيدتي الفاضلة !!!
ما بعد هذا الكلام كلام ---
سوى هذه القصة عن الإمام علي بن ابي طالب كرم الله و جهه :
قال معاوية لضرار الصدائي: يا ضرار، صف لي عليا رضي الله عنه،
قال :اعفني يا أمير المؤمنين،
قال: لتصفنه،
قال: أما إذ لا بد من وصفه،
فكان والله بعيد المدى، شديد القوى،
يقول فصلاً، ويحكم عدلاً،
يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه،
يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل ووحشته،
وكان والله غزير العبرة، طويل الفكرة،
يقلب كفه، ويخاطب نفسه،
يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما خشن،
كان فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه،
وينبئنا إذا استنبأناه،
ونحن مع تقريبه إيانا وقربه منا لا نكاد نكلمه لهيبته،
ولا نبتدئه لعظمته،
يعظم أهل الدين، ويحب المساكين،
لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله،
وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله،
وغارت نجومه،
وقد مثل في محرابه قابضاً على لحيته
يتململ تململ السليم،
ويبكي بكاء الحزين،


ويقول:
يا دنيا غري غيري ألي تعرضت،
أم إلي تشوفت، هيهات هيهات !
قد باينتك ثلاثاً لا رجعة فيها،
فعمرك قصير،
وخطرك حقير،
آه من قلة الزاد،
وبعد السفر،
ووحشة الطريق !


فبكى معاوية رضي الله عنه
وقال: رحم الله أبا الحسن، فلقد كان كذلك، فكيف حزنك عليه يا ضرار ؟
قال: حزن من ذبح واحدها في حجرها.

فآه من قلة الزاد ...

و بعد السفر ...

و وحشة الطريق ...


و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .