[ابو رائد]

قبل سنة أو أكثر كنت في مكتبة العُروبة الواقعة أمام مجمع النقرة الشمالي، وعندما خرجت منها، وقعت عيني على المجلات المصفوفة في الخارج ولمحت من بينها احدى المجلات أظنها مجلة (عرب) وقد أجرت حواراً مع الفنانة «يُسرا»,,, وكان المانشيت الأكثر بروزاً على غلاف المجلة يحكي عن الهم الكبير الذي كان يسيطر عليها قبل بدء أي عمل فني، فقالت: انني قبل ان امثل على خشبة المسرح أطوف بالبخور في المسرح وأتلو مراراً آية الكرسي لتحل البركة ويحقق الله لي التوفيق.
كدتُ أكتب مقالاً تلك الأيام عن هذا المشهد الدرامي الذي يجمع المتناقضات, ولكني صرفت النظر عنه، ولكن الذي ذكرني به أيام العيد هو ما حكاه لي جمع من الشباب عن مهازل «ستار أكاديمي»، ولقد لفتوا اهتمامي الى سلوك غريب للفنانين أو المطربين الذين يوزعون خطاياهم على
مدى أربع وعشرين ساعة وعلى الهواء مباشرة في النور والظلمة، وقوفاً وقعوداً و«انسداحاً».
فكرة البرنامج «آثمة»,,, والاعتراضات الشائعة تركز على الاباحية في السلوك، وسقوط الحياء، والاقتراب من نمط حياة الكائنات غير العاقلة، ولكن الشيء الذي ظاهره حسن وايحاءاته سيئة هو الذي ذكرني بتلاوة وبخور يسرا على خشبة مسرحها.
أتدرون ما هو: قالوا ان الفنان المطرب الخليجي وصديقه المطرب الذي ينتمي الى دولة في شمال افريقيا، اذا ارادا ان يخلدا الى النوم فإنهما يقبلان المصحف الشريف ثم يضعانه على جبينيهما ويسميان بالرحمن وينامان!
يا يسرا ويا أيها المطربان,,, ويا كل من يستبيح الحرام، ولا يكتفي بستر نفسه، وانما ينشر خطاياه علناً على ملايين البشر في فيلم او تمثيلية او مسرحية او حفلة غنائية او على طريقة (ستار أكاديمي) او سوبر ستار,,, أقول لكم، ان المصحف لا يحتاج منكم الى بخور ولا الى تقبيل ولا التباهي المصطنع وإنما افتحوا القرآن الكريم واقرأوه بتدبر لتعلموا ان آياته واحكامه تنهاكم عن الحرام الذي تقترفونه علناً، ان سلوككم لا يختلف عن الراقصة التي تهز جسدها لتظهر مفاتنها أمام الذئاب البشرية، ثم تقول الحمدلله الذي وفقني على اتقان الهز والدز والـ,,,، كأن لسان حال أولئك الفنانين يقول ان هذا القرآن العظيم مجرد أمر شكلي، وللإنسان ان يخالف احكامه ويتمرد على آدابه ثم يقبله وانتهت القصة,,, والسؤال: كم هم الذين ينطبق عليهم (رُبَّ قارئ للقرآن والقرآن يلعنه)؟!


بقلم
محمد العوضي