عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 24-10-2001, 03:53 PM
جمال حمدان جمال حمدان غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2000
المشاركات: 2,268
Post

لعيوووووووونكم جميعا ها هي الحلقة الثانية

***************************
ذهبت المضيفة للخدمة في الدرجة الاولى ولاحظت ان المضيفات صار عددهن قليلا ومعظم الطاقم تحول إلى رجال فقلت في نفسي (يلعن ابو البخل ) وندمت على اني لم احجز في الدرجة الاولى ولكني عندما تذكرت انني استلفت ثمن التذكرة من احد اصدقائي قفز إلى ذهني المثل السيرلنكي الذي يقول : مد لحافك على قد رجليك ولكني فطنت لغباء السرلنكيين وقمت بتعديل المثل على الفور ليصير (مد رجليك على قد لحافك ) ومع هذا فقد وجدت أن انسب مثل ينطبق على حالتي هو ما قمت بتاليفه في حينها وهو : يا ولد مد رجليك على قدر ما ملكت ايديك .
كان معظم ركاب الطائرة عمال صعايدة يعملون في الاردن وكان حظي أن يكون مقعدي بين الصعيدي الملاصق للشباك عن شمالي وعن يميني رجل بتاني (من باكستان ) كان يعمل في الإمارات وذهب لمصر ترانزيت ولا ادري لحد الآن لماذا كان مسافرا للاردن فربما كان يظن انه مسافر لبيشاور !!!! .

فجأة نظر الصعيدي من النافذة وصاح بصوت عال يا بووي !!) فقفزت انا بدون وعي ونظرت من النافذة فوجدت اننا فوق بحر كبير فانتابني الرعب وقلت لقد جاء دور سترة النجاة التي ذكرتها المضيفة فصحت باحد المضيفين لياتي لمساعدتي . فجاء مهرولا لانه اعتقد باني تخانقت مع الصعيدي وقال : فيه ايه يا بهوات ؟( يا سلام على الديمقراطية كلنا الآن بهوات ) فقلت له : لو سمحت أعطيني سترة النجاة لأننا فوق البحر ويا ليتك تساعدني في نفخها لان نفسي مقطوع ! فابتسم المضيف وقال : إنت عربي ؟ فقلت ولم تسأل ؟ فقال : لا ابدا لاني اعتقدت بأنك انجليزي ( شعرك اصفر وعيونك زرقا وووو ) فقلت له ( الله يرضى عليك هلا مش وقت نق وحسد ) اعطيني السترة وانفخها ولك الشكر ! فقال لي : ولكن لا داع للسترة يا بيه وعلى كل السترة موجودة تحت المقعد وفي المرة القادمة أن اردت أي مساعدة فما عليك إلا ان تضغط على هذا الزر الموجود في مسند المقعد . وتركني وذهب . حينها عرفت أنني كنت قد ضغطت على هذا الزر حينما جاءتني المضيفة في اول الرحلة .
وفجأة سمعت صوتا يقول بأنه بإمكان الراغبين في التدخين أن يدخنوا فاخرجت سيجارة وأشعلتها فإذا بالصعايدة المحيطين بي من الجهات الأربع يصيحون بي وجاء المضيف مسرعا وغاضبا وقال لي : لو سمحت يا بيه اطفي السيجارة !
فقلت له انظر للخلف لترى ان هناك العشرات من الركاب يدخنون فلماذا انا بالذات ؟. فقال لي هنا ممنوع التدخين ولا يسمح بالتدخين إلا في خلف الطائرة . (سبحان الله اموت واعرف كيف الصعايدة عرفوها وأنا لم أعرف ) .
ذهبت إلى خلف الطائرة فوجدت مقعدا شاغرا بجانب سيدة جميلة في مقتبل العمر في يدها سيجارة بفلتر مذهب .. فاستأذنتها بالجلوس بجوارها فابتسمت وقالت (تكرم عينك ) .....فابتسمت لها متمتما : سبحان مغير الأحوال ورب ضارة نافعة .
جلست ونسيت السترة والبحر والخوف وقلت في نفسي (الموت مع الجماعة رحمة ) وأخذت أفكر بطريقة ما لكي أبدا الحديث معها ( ارجو ألا تسيؤوا الظن بي فقد كان قصدي أن انسى الخوف ولو للحظات ) .ثم تذكرت انها قالت لي (تكرم عَينك ) فقلت لها : هل المدام من لبنان ؟ فقالت : اسم الله شو زكي ! وكيف عرفت ؟ فقلت لها من لهجتك عندما قلتي لي تكرم عَينك ! فقالت إيه من لبنين (اي لبنان) حضرتك ؟ أجبتها : من فلسطين . فقلبت سحنتها وقالت على الفور : اطييييييعه ...( يعني قطيعة تقطعني وتقطع اللي خلفوني ) ..
فقلت لها : ليش أطييييعه ؟؟ !!
فقالت : انتو ياللي أتلتو زوجي في لبنين .. فابتسمت لها وقلت لها يا مدام ..أنا تخرجت من الجامعة منذ اسبوع ولم اكن يوما ما في لبنان وأنا من غزة وليس لي أي علاقة بجريمة قتل زوجك .
فقالت : ولووووو كلكن اتالين أُتلا ... (اعتقد الكلام واضح ولا يحتاج لترجمة ! ) ..
صمت للحظة وتذكرت المثل البنغالي الذي مفاده ( ما محبة إلا بعد عداوة ) فقلت في نفسي ..(والله وجت فرصتك يابوحمدان ! ) .
فقلت لها : مدام ! ممكن تروئي شوي ونتكلم بهدوء ! فقالت : شو بدك تؤول ؟

........ وإلى لقاء في الحلقة الثالثة من رحلة ابي حمدان ......
__________________
يا قدسُ حبُّكِ في الفؤادِ وفي الـدّمَِ
.............. يا قدسُ ما لكِ في المدائن مِنْ سمي
يا مَن لـها تهـفو القلوبُ وباسـمها
................ تشــدُو المـلائكُ في العُـلا بتـرنّمِ