[جمال حمدان]

بصراحة نفسي ماعت وشعرت بأنني جلست بين ورطتين أفغاني عنده مرض (الهلو) نشفان ريقه ونشف ريقي معه واخونا الصعيدي صاحب البلاص الذي ... .
اخذت أفكر في مخرج وتذكرت الشابة اللبنانية واتهامها لي باني (أتال أُتلا ) وفجأة صارت ضجة واصوات عالية تاتي من الدرجة الاولى فهرع جميع المضيفين والمضيفات لهناك واعتقد الجميع وبالطبع أنا اولهم بأن الطائرة خطفت .
تذكرت ساعتها الشاعر البحريني الذي قال :
من لم يمت بالتيس مات بخطفةٍ ... ونسيت بقية البيت ..
فقررت ان أذهب للدرجة الاولى لأستطلع الأمر فإذا بي أجد رجلا كبيرا في السن مستلق على الارض وجميع المضيفات يتناوبن للنفخ في فمه ليساعدنه على التنفس بينما المضيفون الرجال واقفون من حوله وجوهم صفر ومبلمين . فقلت في بالي (يا بختك يا عم ) بيعطي الفول للي ملوش اسنان ..
عدت وذهبت للحمام وبعد ان خرجت وجدت مضيفة حسناء (غير الحسناء الأولى ) تدفع عرباية بها طعام فقلت في نفسي وين الشهامة ؟ كيف اترك هذه المراة لوحدها وبدون مساعدة ..ذهبت لها وعرضت عليها المساعدة فابتسمت وقالت (بتعمل معروف لو توزع الاكل ده انت لاني مشغوله اوي ) قلت : أُماااااال .. اعطيني العرباية وانت تيسري ما عليكي ..أكيد كانت مشغولة في تقديم الحلاوة لاخينا اللي بلا اسنان ) ..!!!
اعطتني العرباية وفجأة تذكرت اني استلفت ثمن التذكرة يعني الف ومائتين جنيه مصري ولما كان معظم ركاب الطائرة من احبائنا الصعايدة قلت في نفسي ( الاعور في بلاد العميان ملك ) لذلك قررت ان ابيع لهم الطعام ..
وصرت امد لكل واحد صينية أكل واطلب منه خمس دولارات .. ولم يا ابوحمدان دولارات وخش في الجيبة !! .. إلى ان وصلت للشابة اللبنانية فاعطيتها الاكل بدون مقابل ( نخوة ؟ أيه نخوة على ما اعتقد ) ..
لاحظت بان المقعد الذي بجوارها لازال شاغرا (شاعرا : يعني ما عليه ولا قرد بالحوطية ) فاسرعت باعادة العرباية للدرجة الاولى حيث لازال الرجل الملقى على الارض يستقبل القبلات العلاجية ..وذهبت بعدها للحمام لكي أحصي الغلة فوجدتها (يخزي العين ) كفت ووفت ..
خرجت وفكرت بتدخين سيجارة وبذلك اطرق عصفورين بحجر منه بادخن ومنه بتونس ومنه بافتك من جيران الهنا الافغاني وخويّه.( يا حليلك صالوا ثلاث عصافير )
مرحبا مدام !
- اهلين .
- ممكن اجلس حتى ادخن سيجارة ؟
- تكرم عينك أُأُعووووود !
- وين الماما ؟ لهلا ما رجعت من التواليت ؟
- لك ما في ماما ولا بابا بصريحة كنت ما بدي اياك تلزق بجنبي .
- قلت في بالي : يا ربي توني شايف حالي في مراية الحمام وما فيني غلط .. فقلت لها : نفسي اعرف ليش كرهتيني من الباب للطاءة ؟
- فقالت : لك هيك للليه في لليه مانك داخل مشطي . (- . (يعني لله في لله الحرمة مش طايقتني ) .
- فقلت لها : مدام سامعانه في المتل اللي بيقول ما محبه إلا بعد عداوه ؟ فقالت : إيه سامعته هيدا متل ياباني (يخزي العين شو مسأفه ) (مسأفه = مثقفة بالحوطي ) .
- قلت لها برافوو واللي آلو اسمه سوكولوتو .
- فقالت :مزبوووووط . فقلت لها طيب لعاد ليش ما نفتح صفحة جديده ونبلش من أول السطر ؟
- فقالت شو هيدا بدك تصيحبيني ؟ فقلت : على الاقل نتسلى مع بعض في الحديث حتى نصل لعمان .
- فقالت : باين عليك مانك أليل وابتسمت (اخيييييييرا والله وباضت لك يا بو حمدان ).
- فسألتني : حضرتك مجوز ؟ فقلت لها انظري لاصابعي هل توجد دبله ؟ فقالت : اسم الله وهيدا اسبات ؟ قلت لها صدقيني لم يسبق لي الزواج ولكني بصراحة افكر فيه خاصة وانا الان تخرجت ومعي بكالوريوس (قد الدنيا على راي اخواننا المصريين ) .
- فقالت : دخلك شو دارس انت بمصر ؟ فقلت : كيميا فقالت : شو يعني كيميا ؟ فقلت لها باختصار الكيميا هي الموازنة بين معادلتين واحده على الشمال والثانية على اليمين يعني متلي ومتلك .
- فقالت : إلتلك مانك أليل .. وابتسمت مرة اخرى .
- فسألتها : وحضرتك شو دارسه ؟ وليش مسافره للاردن ؟
- فقالت : لأ هيك زودتها وبلشت تنكوش باسراري!
- فقلت : ليش لا سمح الله ..سؤال عادي وعلى كل إزا ما بدك اتجاوبي بكيفك ! فقالت : أنا سيدة أعميل (اعمال ) .
- اخذت افكر في المبلغ الذي جمعته من حبايبنا الصعايدة وقلت ليش يا ولد ما تخش شريك في اعمال هذه السيدة فلعل وعسى نعود لغزة بالشهادة وبراس مال محرز وعليه العين ..
- فقلت لها : فيني اعرف شو هي اعمالك (إزا ما عندك مانع )؟
- فقالت : أنا عندي معهد خاص بجبل عمان لتعليم المسيأه (الموسيقى ) .
وإلى الحلقة الخامسة بإذن الله .

[ 28-10-2001: المشاركة عدلت بواسطة: جمال حمدان ]