الموضوع: احتلال العراق
عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 15-02-2004, 05:29 PM
صلاح الدين يوسف صلاح الدين يوسف غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2004
المشاركات: 221
إفتراضي

تابع


الحكم الشرعي في موقف المسلم من هؤلاء الكفرة المحتلين

أولاً : الحكم الشرعي في موقف المسلم من هؤلاء الكفرة المحتلين هو وجوب قتالهم لأن قتالهم – وقد احتلوا العراق وهو بلد مسلم – صار واجباً عينياً على كل مسلم قادر على قتالهم، وعلى هذا اتفاق علماء الإسلام، فمن أقوالهم :
1. جاء في الشرح الكبير في فقه الحنابلة "إذا نزل الكفار ببلد تعيّن على أهله قتالهم ودفعهم" وجاء فيه أيضاً: " هو، أي قتال الكفار، فرض عين في موضعين (أحدهما) إذا التقى الزحفان – أي الجيشان- وهو حاضر. (والثاني) إذا نزل الكفار بلد المسلمين تعيّن على أهله النفير إليهم إلا أحد رجلين : من تدعوا الحاجة إلى تخلفه لحفظ الأهل أو المكان أو المال ، والآخر من يمنعه الأمير من الخروج" .
2. وقال الإمام القرطبي في تفسيره "إذا تعين الجهاد بغلبة العدو على قطر من الأقطار – أي الإسلامية- وجب على جميع أهل تلك الدار أن ينفروا ويخرجوا إليه خفافاً وثقالاً ، شباناً وشيوخاً، كلاً على قدر طاقته، من كان له أب بغير أذنه، ومن لا أب له، ولا يتخلف أحدٌ يقدر على الخروج من مقاتل أو مكثرّ- أي يكثر عدد المقاتلين أن لم يقدر هو على القتال – فإن عجز أهل تلك البلدة عن القيام بعدوهم كان على من قاربهم وجاورهم أن يخرجوا على حسب ما لزم أهل تلك البلدة . ثم قال رحمه الله : ولو قارب العدو دار الإسلام ولم يدخلوها لزمهم أيضاً الخروج إليه حتى يظهر دين الله وتحمى البيضة وتحفظ الحوزة ويخزى العدو ولا خلاف في هذا ".
وبعد أن قال الحنفية أن الكفار إذا دخلوا بلداً إسلامياً صار قتالهم فرض عين على أهل هذا البلد قالوا : وكذلك الغلمان الذين لم يبلغوا إذا أطاقوا القتال فلا بأس أن يخرجوا ويقاتلوا وإن كره ذلك الآباء والأمهات .

ثانياً: ومن الحكم الشرعي لموقف المسلم من الكفرة المحتلين عدم موالاتهم ومودتهم ومناصرتهم ومعاونتهم، وعلى ذلك دلت آيات القرآن الكريم ومنها:قال تعالى (بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليماً * الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً) وقد قال المفسرون في تفسير هاتين الآيتين: التعزز يكون بالله لا بالكافرين كما يتوهمه المنافقون الذي يتخذون الكافرين أولياء لهم يوالونهم ويمالؤنهم ويناصرونهم من دون المؤمنين.
وقال تعالى " لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا أباءهم أو إخوانهم أو وعشيرتهم …. الآية. وجاء في تفسيرها : لا تجد قوماً يؤمنون الإيمان الصحيح المطلوب يحبون ويوالون من حاد الله أي من عادى الله ورسوله وشاقهما ولهذا قتل أبو عبيدة أباه في معركة بدر يوم كان مشركاً يقاتل المسلمين مع المشركين.
وقال تعالى :" يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق… الآية ".وقد جاء في تفسيرها : ( أضاف سبحانه العدو إلى نفسه تعظيماً لجرمهم وتغليظاً فيه . والآية تدل على النهي عن موالاة الكفار بأي وجه من الوجوه " تلقون إليهم بالمودة" أي توصلون إليهم المودة ، والمعنى : توصلون إليهم أخبار النبي صلى الله عليه وسلم بسبب المودة التي بينكم وبينهم). وفي الآية تحذير للجواسيس الذين ينقلون أخبار المؤمنين المجاهدين إلى الكفار بسبب المودة التي بينهم وبين الكفار أو بسبب ما يحصلون منهم على المال.

ثالثاً : لا تجوز مناصرة الكفرة المحتلين وأن تسببوا بإزاحة الحكم السابق الظالم لأنه ليس من معهود الشرع أن يسمح للمسلم أن يقبل حكم الكافر لكونه أزاح حكماً ظالماً ونظاماً فاسداً. ثم أن هؤلاء الكفرة لم يأتوا لمصلحتنا ولتخليصنا من حكم ظالم وإنما جاءوا لتحقيق مصالحهم ومصالح اليهود في العراق. وعلى كل حال لا يجوز ويحرم على المسلم أن يفرح بقدوم الكفرة واحتلالهم العراق أو يقول أنهم يستحقون أن نكافئهم على تسببهم في إزاحة الحكم الظالم بأن نقبل ولايتهم علينا وحكمهم لنا واحتلالهم لبلادنا لأن هذا القول الباطل يخالف ويناقض أمر الشرع بوجوب قتال الكفرة الذين يحتلون بلداً إسلامياً.

رابعاً: ومما يؤكد وجوب مقاتلة هؤلاء الكفرة المحتلين أنهم بالإضافة إلى إفسادهم وتخريبهم في العراق اعتدوا ولا يزالون يعتدون على حرمات البيوت وترويع الآمنين، والإطلاع على عورات النساء المسلمات وهن في بيوتهن بتفتيشهن وتلمس أجسادهن الطاهرة بأيديهم النجسة بحجة التحري عن السلاح. وهذا الاعتداء وحده على أعراض النساء يكفي لنقض المعاهدة مع قوم من يفعل ذلك فكيف بمن يفعله من الكفرة المحتلين، يفعله كافر محتل معتد أثيم جاءنا من وراء البحار فأهدر كرامتنا ومرغها بالتراب ثم تجرأ على الاعتداء على كرامة وعرض نسائنا، إن هذا الاعتداء يرفضه الإسلام ولا يسمح لمسلم أن يقبله بل يجعل من يقاتل دون أهله فيقتل فهو شهيد كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم نقول إذا لم يجب القتال ضد هؤلاء الكفرة المحتلين فمتى يجب؟ إن معاهدة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع يهود بني قينقاع نقضه اعتداء يهودي على عرض إمرأة مسلمة بأن عقد ثوبها وكانت جالسة في محل صائغ يهودي من المدينة لتشتري منه بعض ما عنده فعقد طرف ثوبها بحيث إنها لما قامت ظهر شيء من عورتها فاستغاثت بالمسلمين فقدم مسلم وقتل اليهودي وجاء اليهود وقتلوا المسلم وهكذا أنتشر القتال وقد أعتبر النبي صلى الله وعليه وسلم ما فعله اليهودي نقضاً للمعاهدة مع المسلمين وإن ما حدث هو نتيجة لنقض اليهود الذين ناصروا اليهودي الصائغ وكان نتيجة ذلك أن أخرجهم النبي صلى الله عليه وسلم نتيجة فعلهم وقد اكتفى النبي صلى الله عليه وسلم بإخراجهم من المدينة . فالاعتداء على أعراض المسلمات العفيفات لا يمكن قبوله قط ولا السكوت عليه ويضاعف وجوب مقاومة هؤلاء الكفرة المحتلين لبلادنا المعتدين علينا بأنواع الاعتداء.
خامساً: موقف المسلم من جماعات المقاومة المسلحة:

قلنا إن قتال الكفرة المحتلين لبلادنا واجب عيني، ورجال المقاومة المسلحة يقومون بتنفيذ هذا الواجب العيني فلا يجوز مطلقاً تنقيصهم أو ذمهم أو التجسس عليهم ومن يفعل ذلك يكن بمنزلة الكفرة المحتلين. لأن هؤلاء المقاومين مجاهدون في سبيل نصرة ألإسلام بإخراج الكفرة من بلد مسلم وقتيلهم شهيد ، وجهادهم يرهب العدو ويلقي الرعب في قلوب أفراده ، وهو الذي سيؤدي إن شاء الله تعالى لخروجهم من العراق. وعلى جميع المسلمين نصرهم وإعانتهم وتحريض القادرين على القتال بالإنضمام إليهم لأن التحريض على الجهاد جهاد قال تعالى (فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين … الآية) وقال تعالى (يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال) ولنا برسول الله أسوة حسنة في تحريض المؤمنين على القتال – قتال الكفرة المحتلين- .
إعتراض ودفعه : وإذا قيل أن المقاومة المسلحة لا تخرج الكفرة المحتلين من العراق فيكون عملها عبثاً وسبباً لكراهة المحتلين لأهل العراق وتعمد إيذائهم والإضرار بهم وهذا لا يجوز فلا يجوز سببه . كما أن في هذه المقاومة المسلحة معاونة للرئيس السابق وأعوانه من حزب البعث، ومعاونة هؤلاء وقد فعلوا ما فعلوه لا يجوز .
والجواب على هذا الاعتراض أن المسلم يقوم بواجب شرعي عيني عليه وهو مقاومة الكفرة المحتلين، وهو إذ يقوم بهذا الواجب الشرعي يقوم به طاعة لله وابتغاء مرضاته ونصرة لدينه، ولا يقوم بهذه المقاومة من أجل الرئيس السابق صدام ولا نصرة ولا معاونة له أو لحزب البعث، وقد أعلنت هذه المقاومة الاسلامية المسلحة ببيان أصدرته بأنها لا علاقة لها بالرئيس السابق ولا بأعوانه وإن ما تقوم به من مقاومة إنما هو طاعة لله وابتغاء مرضاته ولا علاقة لها البته بصدام ولا بأعوانه . وأما القول بأن المقاومة المسلحة لا تخرج العدو المحتل من العراق فيكون عملها عبثاً، فالجواب أن المسلم يقوم بما هو واجب شرعي يلزمه القيام به وسواء قصّر في هذا الواجب غيره أو لم يقم به ، أو لم يقصر، بل إن المسلم يقوم بهذا الواجب الجهادي ولو بقي وحده يقوم بهذا الواجب. قال الإمام القرطبي في تفسيره على وجه السؤال والجواب: ما يصنع الفرد إذا قصّر الجميع في الجهاد؟ فقال رحمه الله : يغزو – إي يقاتل من يجب قتاله- بنفسه إن قدر وإلا جهز غازياً، وهذا مع اعتقادنا بأن المقاومة المسلحة ترهب العدو وستحمله إن شاء الله تعالى على الخروج من العراق
.
__________________
اهل السنة في العراق هم الاغلبية

و انا جاهز للرد على من يقول بعكس ذلك