# خــواطـــر رمـلـيـــة .
حين يكون هاجسك الكتابة وتجد رأسك فارغاً .. حين تعبر بين واقع مثقل باالهزيمة وحلم راحل .. حين تجد إحدى خطواتك على الرمل والأخرى في الهواء .. حين تجد نصفك هلامياً والآخر مستقيلاً من الجغرافيا والتاريخ ، وحين تغرر بك الكتابة ، تبحث عن حقيقتك فيها ، يكون الصدأ عندئـذٍ قد تجاوز العظم إلى القصيدة ذاتها .
من هذه الثقافة الرملية بالغة الهشاشة والقسوة ، ومن ذلك الهاجس الذي ما أراحني يوماً ، ومن ذلك الحلم الذي تهاوى بريقه ، جئت إلى الشواطئ الدافئة التي حلمت بزرقتها ودفئها ذات يوم .. المهم ما عليها من رذاذ الأمس ، الذي انزلق تحت ليل ليوم بـلا فـجـر .
فكيف يكون الشكل لخاطرة بدوية ، كانت أثافيها في مهب الريح ، حين كان الحلم يبدو حقيقة ؟ وأين الرمل الآن حين أصبح مسخاً من جغرافيا شكلتها الخفافيش الآتية من أقبية الظلام ، ومن تاريخ علقت أجراسها عليه ؟
فكـم بقـي لنا من هاجس ورؤى ؟ وكم بقي لدينا من موج ورمل ؟ وكم بقي لنا من ليل وفجر ؟ من غـد وأمـل !
يا خـاطـرة علـى الـرمـل !