عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 25-02-2004, 08:41 AM
اش بك ياشيخ اش بك ياشيخ غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: الكويت بلاد العرب
المشاركات: 899
إفتراضي كيف دفن الكويتيون التسعة ؟

خواطر قلم / كيف دفنوا الكويتيين التسعة؟محمد العوضي

قال تعالى: «وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين» صدق الله العظيم، وما أحوجنا في زمن اللهو المكثف والغفلة المفرطة، ونسيان الهدف من الحياة وما أعددناه للممات، أن نذكر أنفسنا بالمسير والمصير.
في أول الأسبوع قرأنا خبراً مفجعا عن وفاة تسعة أنفس دفعة واحدة في حادث مروري، وأحب أن أروي تفاصيل الحدث من دون تعليق، فالموقف بذاته يوحي بالمعاني التي ترتسم في قلب كل من له أدنى شعور, وقد حدثني الشيخ خالد الخراز إمام مسجد عبدالله الخلف في الفيحاء، وهو أحد أقرباء المتوفين.
الجدة مريم الخراز، وابنتها حصة الخضر، وابنة ابنتها وفاء وزوج وفاء بشير الرشيدي، وأولادهما الخمسة، الأكبر عمره «12» سنة، كلهم كانوا في السيارة التي انفجر أحد إطاراتها فكان الموت للجميع، هو قدر الله المقدور، إنا لله وإنا إليه راجعون.
ليست المشكلة أن نموت، فالموت كأس كل الناس شاربه، ولكن على ماذا يموت الإنسان؟ هذا هو الامتحان، لأنه كما قال عليه السلام «يُبْعَثُ ابن آدم على ما مات عليه».
الجدة وابنتها وابنة ابنتها وزوجها بشير كانوا هذا العام في الحج مع حملة الحوطي، كان بودهم أن يزوروا المدينة المنورة وهم في الحج ولكن الوقت لم يسعفهم فرجعوا إلى الكويت، وبعد أن حضروا حفلة حملة الحوطي للعائدين من الحج، قرروا الذهاب إلى البحرين، ولكنهم قبل أن يصلوا إليها تشاوروا متسائلين لماذا لا نذهب لزيارة مدينة الحبيب المصطفى عليه السلام؟ وتم تحويل مسار الرحلة إلى اتجاه المدينة المنورة، وبعد أن تعدوا مدينة الرس وقع الحادث الأليم ومات التسعة دفعة واحدة ابتداء بالجدة وانتهاء بأصغر طفل, حقا إنها فاجعة تنفطر من هولها القلوب، وتكاد تجعل العاقل مجنونا لا سيما الأقارب، ولكن الإيمان بالقدر والرضى بالقضاء هما ملجأ المؤمن الذي يثبت الله به القلوب.
مراسم الدفن في السعودية تختلف عن الكويت وقد سافر عبدالله الخضر شقيق أم الأولاد الصغار إلى منطقة الحادث، وآثر أن يدفن التسعة هناك تطبيقا للسنة، ولكن كيف؟ طاف هو ومن معه يوم الجمعة على أئمة المساجد في صلاة الفجر وأخبروهم بالحادث لكي يحثوا الناس على المواساة والمشاركة في المأساة، يقول الشيخ خالد الخراز، اتصل بي عبدالله الخضر يقول من بريدة، لقد شَهِدْتُ عجبا خفف عني اللوعة والحزن، فأنا جئت لأدفن أختي وأطفالها ونسبي وأمي وجدتي,,, لكن عندما رأيت الحشد الذي لم أر مثله من البشر جاؤوا وغسلوهم وكفنوهم ودفنوهم وعزونا,,, آلاف، فعلمت كم الناس يحبون الخير، قال الشيخ الخراز: لقد صبّرنا أهلنا بذكر الخاتمة الإيمانية ذهبوا إلى الحج وهم بعد ذلك في طريقهم إلى المدينة المنورة وصلى عليهم آلاف المؤمنين، فرحمة الله عليهم.
رؤية سلطان
عندما ذهب بشير رحمه الله إلى الحج، جعل أولاده عند أهله، وعندما حصل الحادث وماتوا جميعا، قال عم الأولاد، تذكرت الطفل سلطان، كان يقول لي- وأبوه في الحج- يا عمي رأيت في المنام أني أشرب ماءً لذيدًا وحلوًا من الجنة وتوالت الرؤى عليه ثلاثة أيام وأنا لا أبالي وعندما أخذهم القدر تذكرت رؤيا سلطان فرحمة الله على الجميع.
__________________
يدنو فيرحب بي سم الخياط كما** يضيق بي حين ينأى السهل والجبل