عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 25-02-2004, 01:04 PM
دايم العلو دايم العلو غير متصل
مشرف عام
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: السعودية
المشاركات: 7,232
إرسال رسالة عبر MSN إلى دايم العلو
إفتراضي

نكمل كلام الدكتور / عبد الصبور شاهين
الأستاذ بكلية دار العلوم ، جامعة القاهرة
عن هذا الكتاب ( أمة في رجل )




والعجيب أن ملحمة هؤلاء الرجال تتخذ دائماً صورة متكررة ، تكاد تكون ثابتة الملامح ، فهم يوافون الأمة فجأة وعلى حين غفلة ، لأنهم قدر من أقدار الله ، وهم روح من عزمه الحق تتفوق على ما يواجهها من عقبات ، وهم قبس من نور النبوة ، نزل فيهم وفي أمثالهم قول الله سبحانه : { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ {51} غافر
وهم هدف للهجمات الشرسة ، والحملات الظالمة ، في حياتهم بل وبعد مماتهم مصداقاً لقول الله سبحانه { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ ... {112} . وهم في النهاية المنصورون الغالبون ، مهما واجهوا من كيد الأعداء ، ومهما لا قوا من أحقاد الخصوم .
وحسبنا على ذلك ما نجده في سيرة هذا ( الرجل ) ابن تيمية من مواجهات الأهوال في حياته ، ثم مالاحقه بعد وفاته من دعاوى النتشويه ، وأحقاد التطاول على تاريخه الشامخ ، حتى وجدناه أخيراً متلبساً بتهمة اتباع الناس له ، واعتناق آراءه ، وحتى اتخذه العلمانيون الجهلة هدفاً يصوبون نحوه سهامهم الباطلة ، ويدعون إلى إعادة سجنة في زنزانة القلعة في دمشق ، أو في القاهرة حتى ولو كان عظاماً ورفاتاً !!
{ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ .. {17} الرعد
والواقع أن التهجم على بعض الرموز الإسلامية في زماننا هو ضرب من الوقاحة ، مُرِدَ عليها جماعات المنافقين المرتزقة من المختلين في عقولهم ، والمعوقين في تفكيرهم ، حين يجدون أن هؤلاء الرموز مازالوا قادين على التأثير في حركة الزمن ، وصناعة التاريخ ، وأنهم مازالوا رغم رحيلهم أحياء ، لهم كل خصائص الأحياء ، مازالوا يفكرون ، ويتكلمون ويوجهون الأحداث ويصرخون في الجماهير ويقودون الجموع .. ليؤكدوا أن من الموت ما يعني الحياة المثلى ، والبقاء الأعز فهم يطلون من شرفاتهم البرزخيه على الأمة الإسلامية يلهمون رشدها ويسددون خطاها في مواجهاتها الشرسة مع الماركسيين والعلمانيين والطائفيين والطرقيين .. وذلكم هو مايغيظ هؤلاء الأعداء من أدوات الفساد الفكري ، والطغيان السياسي


يتبع
__________________


فضلاً لا أمراً .. اضغط بالفأرة على الصورة ..