الأصدقاء مؤنسي وحدتنا بهذا العالم ، تربطنا بهم المشاعر والثقة ، وقد نختلف فيما بيننا بسلوكنا ، وتتناقض ردود أفعالنا بما يتعلق بأمور مختلفة ولكن تبقى العلاقة قوية جداً .
فقد يكون الصديق شديد العصبية ويثور لأتفه الأسباب ولكن هذا لا يعني أنه لم يعد صديقاً أو لم نعد نرغب بمعرفته ؛ لأنّ العصبية ليست من الصفات السيئة لدرجة تدفعنا لخسارته بسهولة .
وأتحدث هنا عن صديق عزّ وجوده بهذا الزمن هو العملة النادرة الذي تشعر بمسؤوليته عنك وتبادله هذا الشعور ، الذي تقف أمامه وهو بقمة عصبيته وتقوله له أنت مخطىء ولا تخجل من مواجهته فتشعر أنّ بيته بيتك ، فلو شعرت بالغضب قد تغادر بيتك لساعات ولكنك ستعود لأنه بيتك وهذا هو الصديق لا غنى لنا عنه ؛ لأنه المرآة التي نرى فيها أنفسنا .
فالحكم على الأصدقاء لا يكون من خلال عصبيتهم فالصديق موقف وأخلاق وانتماء وتضحية .
وليس عيباً أن نلفت نظر الأصدقاء لبعض الصفات السيئة ؛ لأنك حين تلقي نظرة على المرآة صباحاً قبل خروجك من بيتك يكون الهدف أن تشعر بالثقة أن منظرك مقبول أمام الناس فلماذا تبخل على صديقك ما دمت مرآته
فعليك أن تكون كالأم التي تعرف مزاج أبنائها وتجد الطريقة المناسبة للتعامل معهم رغم هذه المزاجية التي تسيطر عليهم .
ملاحظة : كلامي هنا عن صديق يستحق أن نتمسك به رغم عصبيته وليس الصديق الذي لا يحمل من الصداقة إلا اسمها