قلّّّب نظرك ما شئت بين تلك المواقع الانترنيتية التي تدعي حوارية..
وهي ليست أكثر من مخابر تصب زيت الفتنة على رؤوس القراء، واذكاء مشاعل الفرقة بين ابناء الوطن الواحد..
لن تصل في الأخير سوى لنتيجة واحدة :
ان ثمة خلل كبير في الرؤية وخلل كبير في فهم الواقع..
واستهتار أكبر بمصير ومستقبل وطن بحاجة الى الوحدة واللحمة الداخلية ما يغنيه عن كشف الغطاء عنها بمثل هذه المقولات المستهلكة والمنبعثة من اضبارات التاريخ ، أو المتوجسة شرا وخيفة بكل مختلف او طائفي او مذهبي.. فقط لأنه أخطاره المتخيلة ليس ثمة أخطار توازيها وأن مقارعته هي من باب التقرب الى الخالق والتي لا تعد لها قربة !!!.
ماذا يريد هؤلاء ؟؟؟
هل يريدون دولة مذهبية صافية، لهم وحدهم ؟؟
هل يريدون نسيج وطن بلون واحد ورؤية واحدة وعقل واحد وفكر واحد.. عنوانه الكبير المذهب وعلاقاته تحددها لون الطائفة والتباساتها المقموعة..؟؟
ثمة خلل كبير في عقل لا يريد الاعتراف بالآخر، فقط لأنه الآخر مذهبيا او طائفيا.. بغض النظر عن المشتركات الكبرى وبغض النظر عن مستقبل وطن تتنازعه قوى ومصالح دولية..
لا يمكن ان تنفذ الى نسيج الوطن الا من خلال اللعب على حبال الاقليات ومصالحها وحقوقها التي يساهم هؤلاء من حيث يعلمون او لا يعلمون في اذكاء فتيلها وتقديم الفرصة السانحة لبناء جبل من المتناقضات بين أبناء الوطن الواحد على جسر الاختلاف المذهبي والطائفي .. تحت عناوين حماية الأقليات او تمكينها من حقوقها.. ؟؟؟؟؟؟
اذا كان مثل هذا العقل يفكر بهذه الطريقة لما سواه، المتوجسة دوما خيفة من كل اختلاف مذهبي، البعيدة كل البعد عن اكتشاف ان ثمة علاقات وجسور ومستقبل هو الأولى ببحثه وتمتين دعائمه..
اذا كان هؤلاء بلا عقل سياسي يدرك كيف تصنع الازمات في نسيج الوطن..
وكيف يمكن للقوى الخارجية الضاغطة من تنفيذ مآربها..
فليس ثمة سوى نتيجة واحدة : ان هؤلاء يعيشون في عصر مختلف ..
وليس لهم لتحقيق اهدافهم سوى أن يبيدوا الطائفة أو الأقلية عن بكرة ابيها، ليصفى لهم الجو النقي الذي ليس سوى عنوان واحد..
القمع
والتغييب
والحرمان من حق التعبير عن الذات ، مهما بدا ان هذا التعبير هو نتيجة سابقة لوجود الموجود..
ومهما بدا ان هذا قدر تخطه أصابع التاريخ بلا توقف وتراكم معطياته بلا انتظار.. وهو نتيجة سابقة لوجودهم هم ايضا..
ولن يكفي أن يغرف هؤلاء من ادانات الأولين ، أو التباكي على حال الآخرين من بني جلدتهم ليذكوا فتيل أزمة الطائفة وينحروا بقية من عناوين المرحلة التي تتطلب التحشيد ، وتمتين الجبهة الداخلية والبحث العميق عن المشتركات الوطنية والانسانية.. والجهاد من أجل تمكين الانسان من حقوقه والاعتراف بحقه في حياة اكثر عدلا وانصافا.
اذا كان هؤلاء يعيشون في قماقم التاريخ الذي تبعثه أناملهم من سباته.. فهم ليسوا سوى معاول تكريس اوضاع بالغة الخطورة.. وتقوقع على الذات التي مهما بدى انها تشعر القوة والتمكين.. الا انها في مرحلة ما ستواجه قوى كامنة ومضادة في الطائفة الأخرى تتحين هي ايضا نفس الفرصة.. وتبني على نفس الشعارات وتتذرع بحقوق الأقليات، وتعيد ادانة المشهد الثقافي وفق صيغة القصد منها اذكاء الجراح، ومواصلة صب زيت نار الفتنة واحراق بقية الجسور التي تصل الطوائف والمذاهب والأقليات !!
- يتبـــع -
|