عرض مشاركة مفردة
  #16  
قديم 04-03-2004, 03:41 AM
الهادئ الهادئ غير متصل
جهاد النفس الجهاد الأكبر
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
الإقامة: بلد الأزهر الشريف
المشاركات: 1,208
إفتراضي

سعد ابن أبي وقاص



أول من رمى بسهم في الإسلام


((23 ق هـ ـ 55 هـ))


هو أبو إسحاق سعد ابن أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف القرشي الزهري، الصحابي الأمير، سابع سبعة أسلموا وهو أول رامٍ في الإسلام وأحد العشرة المبشرين بالجنة. وحينما أسلم امتنعت أمه من الطعام والشراب، فقال لها: تعلمين والله لو كانت لك مئة نفس فخرجت نفساً نفساً ما تركت ديني هذا الشيء إن شئت فكلي وإن شئت فلا تأكلي. فنزلت هذه الآية: ((وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً))، وكان ممن نزل فيهم قوله تعالى: ((ولاتطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه)). ولما هاجر سعد مع أخيه عمير بن أبي وقاص إلى المدينة آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين مصعب بن عمير. وخرج عبيدة بن الحارث في سرية ستين راكباً فكان أول من رمى بسهم في الإسلام، وشهد بدراً وأبلى فيها بلاءً حسناً وأسر اثنين من المشركين ثم بعثه صلى الله عليه وسلم في سرية إلى الخرار في عشرين راكباً يتعرض عيراً لقريش فلم يلق أحداً. وفي غزوة أحد قاتل بشجاعة وحينما انكشف المسلمون ثبت يدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال له ارم سعد فداك أبي وأمي. ارم وأنت الفتى الخرور ((القوي)). فما فدّى رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً قط بأبويه غير سعد، وشهد المشاهد الأخرى كلها معه صلى الله عليه وسلم وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرق ذات ليلة فقال: ليت رجلاً صالحاً يحرسني الليلة؟ فإذا بالباب سعد يقول: أنا أحرسك يارسول الله، فدعا له صلى الله عليه وسلم ثم نام، ورُوي أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أول من يدخل علينا رجل من أهل الجنة. فدخل سعد، ثلاثة أيام يقولها صلى الله عليه وسلم ويدخل سعد، فاحتال عليه عبد الله بن عمر لينظر ما يعمل فيقتدى به وينال ما ناله سعد، فقال له سعد: إني لا أجد في نفسي سوءاً لأحد من المسلمين ولا أنوي له شراً. وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أقبل عليه سعد قال لأصحابه: هذا خالي، وفي عام حجة الوداع مرض سعد مرضاً شديداً فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فوضع يده على جبهتة فمسح وجهه وصدره وبطنه وقال: اللهم اشف سعداً وأتم له هجرته. اللهم أصلح قلبه وجسمه واكشف سقمه … اللهم سدد سهمه وأجب دعوته وحببه إلى عبادك. ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راضٍ عنه. شارك في الفتوحات الإسلامية في خلافة الصديق وعمر رضي الله عنهما فهو فاتح العراق ومدائن كسرى، وبنى الكوفة وظل والياً عليها في خلافة عمر ثم عزل وأعاده عثمان عليها زمناً ثم عزل وعاد إلى المدينة. وكان مستجاب الدعاء، فمن ذلك أن بعض أهل الكوفة شكوه إلى عمر فقال رجل منهم: إن سعداً كان لايسير في السرية ولايقسم بالسوية ولايعدل في الرعية القضية. فقال سعد:اللهم إن كان عبدك هذا قام مقام رياء وسمعة فأطل عمره وأدم فقره وأعم بصره وعرضه للفتن، فعمر الرجل طويلاً حتى كان يقف في الطريق فيغمز الجواري ويقول: شيخ مفتون أصابته دعوة سعد، ومن ذلك أيضاً: أن رجلاً ناله بسوء يوم القادسية، فقال سعد: اللهم اكفنا يده ولسانه فجاءه سهم طائش فأصابه فخرس ويبست يداه جميعاً. لما أصيب عمر جعل الأمر شورى في ستة من بينهم سعد وقال: من استخلفوه فهو الخليفة بعدي وإن أصابت سعداً وإلا فليستعن به الخليفة بعدي فإنني لم أنزعه عن الكوفة من ضعف ولاخيانة. وفي عهد الفتنة اعتزل الناس ((ولم يشترك مع علي ولا معاوية)) في قصر بناه بطرف حمراء الأسد ((على بعد ثمانية أميال من المدينة)). وقال لأهله: ائتوني بسيف إذا ضربت به المسلم لم يقطع وإذا ضربت به الكافر قطع، ولما حضرته الوفاة طلب أن يكفنوه في ثوبه الذي حارب فيها المشركين يوم بدر. وكانت وفاته بمنزله في العقيق سنة خمس وخمسين للهجرة، وحمل إلى المدينة وصلى عليه مروان بن الحكم، وصلت عليه أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ـ وكان آخر العشرة المبشرين بالجنة موتاً وآخر المهاجرين أيضاً رضي الله عنهم جميعاً.