عرض مشاركة مفردة
  #11  
قديم 08-03-2004, 05:19 PM
الطويـــــــل الطويـــــــل غير متصل
اعــرف نفســك
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
الإقامة: بلاد المقابر الجماعية
المشاركات: 129
إفتراضي

إقتباس:
من مشاركة الأخ الكريم ( شوكــت )

يا أخي هناك شيعة وشيعة كما هناك سنة وسنة!
أذكرك أن الأمريكان والصهاينة يعملون علاقات وثيقة مع حكومات "سنية" أكثر بكثير وأقوى من علاقاتهم مع إيران مثلاً.
فلا نتكلم عن شيعة وسنة بل نتكلم عن سياسي نزيه وسياسي فاجر خان شعبه.
وموقف الشيعة من الصهاينة بالذات هو أفضل بمليون مرة إن أخذنا شيعة لبنان مثلاً من موقف كل الأنظمة العربية التي ينتسب حكامها للسنة.

يبدو أن البعض ، يريد أن يفهم هذه الكلمات الواعيـة بالمقلوب ، فيجتزيء منها مايروق له ، ويتجاوز عن معناها الحقيقـي !.

لماذا لا يُتهم النظام العربي الرسمي الذي شارك بشكل مباشر او غير مباشر بحرب العراق ، بل وحتى هذه الشعوب العربية المهرولة وراء الشعارات الفارغة والتي لم تفعل شيئا لا للشعب العراقي ولا حتى للنظام البعثي سوى ترديد شعارات خائبة ؟

ولماذا لا يتهم صدام نفسه الذي جلب هذه الجيوش والأساطيل حتى قبل حرب الخليج الثانية ، وأدخل الامريكان وغيرهم الى البلدان العربية ؟

ولماذا كل هذا الغمز واللمز والتلميح والتعريض بشيعة العراق .. ؟
هل لأنهم رفضوا القتل والظلم والارهاب والاجحاف ، وتصدو للباطل بأجسادهم ، فدفعوا ثمنا لم يدفعه شعب عربي او اسلامي من قبلهم ؟

ثم تعالوا هنا ، لماذا نرفض أن نستوعب .. إن العراقيين لم يستنفدوا بعد سبل المقاومة السلمية وأساليب التحدي الايجابي للاحتلال ، فلازالوا يعتقدون أن هنالك فسحة من العمل يمكنهم ممارسته لتقليص مدته ، ولذلك عارضوا كل أنواع العمل المسلح وممارسة العنف .

إن من يطلق الرصاص اليوم في العراق فئات معزولة فشلت في توسيع رقعة نشاطها التخريبي بالرغم من مرور سنة تقريبا، إذ لازال نشاطها محصورا فيما يسمى بالمثلث السني لأنها فشلت في كسب التأييد الشرعي والوطني والواقعي لنشاطها التخريبي ، إنها فشلت في الحصول على أي غطاء لتبرير ما تقوم به ، وان كانت قد نجحت في نشر الرعب والموت وافق الدم الأحمر في الاتجاهات الأربعة .

إنها أقلية معزولة لا تمثل العراقيين أبدا ، مهما حاول المغرضون والمتصيدون بالماء العكر النفخ في نارهم وتضخيم أعمالهم ، فلقد استنكر أعمالهم علماء المسلمين في العراق ـ سنة وشيعة ـ كما استهجنتها كل الأحزاب السياسية العراقية بكل مشاربها وتوجهاتها الفكرية .

كذلك رفضها الشارع العراقي بكل شرائحه ، بالرغم من الدعم الإعلامي الهائل الذي تتلقاه هذه الزمر المخربة والإرهابية من الأعلام العربي سئ الصيت .

هذا يعني أن هذه الزمر لا تصغي لا إلى رأي الشرع ولا إلى رأي الشارع كما أنها لا تصغي إلى صوت العقل والضمير والمصلحة العليا ، فمن أين تستمد موقفها ومشروعيتها إذن سوى أن تكون نفوس مريضة استسلمت للشيطان ؟

ترى لماذا لا نحترم رأي الأغلبية الساحقة من العراقيين والرافضة لهذا النهج الدموي .. ونتبنى موقف زمر نكرة عندما تعلن مسؤوليتها عن هذه الأعمال ؟


لقد قال العراقيون كلمتهم في الاحتلال في أكثر من مناسبة ، فاتفقوا على المقاومة السلمية والايجابية لحين تهيئة الأرضية المناسبة والمطلوبة والحقيقية لإنهائه ..
وسيذهب العراقيون إلى أكثر من ذلك عندما يشعرون بان الاحتلال بدأ بالفعل في عرقلة نقل السلطة إليهم من خلال وضع العصي في عجلة العملية الدستورية مثلا أو أية خطوة استراتيجية أخرى تسبق عودة السيادة .

إن الحالة تشبه إلى حد بعيد حالة العراق إبان الاحتلال البريطاني للعراق في العام 1917 ، فوقتها لم تستعجل المرجعيات الدينية قرار الكفاح المسلح إلا بعد أن استنفدت كل الخيارات السلمية ، ولذلك امتد الاحتلال ثلاث سنوات قبل أن تجيز المرجعية آنئذ ممثلة بالإمام المجدد الشيخ محمد تقي الشيرازي للعراقيين استخدام القوة للحصول على حقوقهم من المحتل ـ بريطانيا العظمى آنذاك ـ .

ترى لماذا نستعجل ونحرّض العراقيين ؟ وبلادهم تتربص بها قوى ناهبة ووحوش ضارية أبرزها عصابات القتل والإرهاب ؟

إن المستعجل على رؤية العراق خارجا من سلطة الاحتلال ، عليه أن يمكن العراقيين من إتمام المهام الاستراتيجية المطلوبة لنقل السيادة والسلطة إليهم ، أما أن يعرقل مهام الاميركيين في العراق ، فهذا يعني عرقلة صريحة لعملية إعادة البناء وعلى مختلف الأصعدة ومنها الصعيد السيادي والسياسي .

كان بامكان هؤلاء الذين يدعون المقاومة تعبئة الشارع العراقي سياسيا وإعلاميا لصالح مشروعهم ألتغييري الرامي إلى طرد الاحتلال أو ينفذوا عصيانا مدنيا شاملا مثلا قبل أن يختاروا الرصاصة ، لنتأكد من أن هذا الشارع بالفعل يعارض الاحتلال على طريقتهم ، ولكننا لم نسمع حتى الان أن تنظيما حقيقيا معروفا أعلن مسؤوليته عن تنفيذ أية عملية مقاومة مزعومة ، فكل الذين شاهدناهم على شاشات الفضائيات .. نكرات لم نسمع عنهم من قبل ، أو إرهابيون متسللون من وراء الحدود .

أين كانت هذه الزمر يوم كان نظام صدام حسين المقبور يقتل الإنسان العراقي على الظن ويعدمه على الشبهة ؟ حتى ملأ ارض العراق بالمقابر الجماعية ؟

لقد ظلت هذه الزمر معزولة في مناطق ضيقة ومحصورة بالرغم من كل محاولات التوسع والانتشار في مناطق العراق المختلفة ، وهذا أكبر دليل وانصع برهان على رفض الشارع العراقي لأسلوبها المستهجن والذي رفضه حتى علماء وعشائر ووجهاء وأحزاب محافظات الموصل والرمادي وصلاح الدين ومدن الفلوجة وتكريت وغيرها .

لقد حاولت هذه الزمر أن تثير الفتنة الطائفية بين العراقيين بعد أن فشلت في جر الشارع العراقي وراءها وتبني اسلوبها الإرهابي المدمر ، فراحت وبشكل مفضوح وخسيس تزرع القنابل والمتفجرات في مساجد الشيعة تارة وفي مساجد السنة تارة أخرى ، والهجوم على مراكز الشرطة ومؤسسات الدولة وأجهزتها الخدمية تارة ثالثة ، مما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الأبرياء ، إلا أن وعي العراقيين هذه المرة كذلك كان لهم بالمرصاد مما أدى إلى إفشال خطتهم وفضح أسلوبهم الرخيص ونزع القناع عن وجوههم وتعريتهم أمام الملا ، فبدلا من أن تؤدي أعمالهم الإجرامية إلى إشعال فتيل الصراع الطائفي ، التحم المسلمون واتحد المصلون في صلواتهم المشتركة لنشهد الملايين من السنة والشيعة يؤدون صلوات الجمعة المشتركة في شوارع بغداد والكاظمية والاعظمية وغيرها .

ترى هل أن هنالك دليل أنصع من هذا على فشل هذه الزمر الإرهابية وعزلتها في المجتمع العراقي ؟

ويبقى إعلام العربان والأصوات الطائفية والعنصرية تصر على موقفها مع كل دليل جديد .

إنهم يريدون عرقلة كل ما من شانه استقرار العراق وعودة سيادته وسلطته إلى أبنائه ، ولذلك فهم مع الاحتلال يخدمونه مع سبق الإصرار ، لأنهم يعرفون جيدا أن الاحتلال سوف لن يلملم أغراضه ويجمع معداته ويطوي أجندته ويرحل عن العراق بإطلاق رصاصة طائشة هنا أو زرع قنبلة هناك ، إنما سيرحل فقط عندما يثبت العراقيون اتحادهم وصحة أجندتهم وإصرارهم وعزيمتهم على الاعتماد على أنفسهم من خلال مشروعهم السياسي المستقل ، وكل هذا بحاجة إلى الحكمة والتاني والصبر والتعاون بعيدا عن القتل والعنف والإرهاب والاثارات اللامسؤولة .


تحياتي