عرض مشاركة مفردة
  #17  
قديم 10-03-2004, 10:13 AM
شوكت شوكت غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2001
المشاركات: 348
إفتراضي

أخي المحترم الهادئ
أبقاك الله صوتاً للخير
تطرح هنا دوماً وأبداً كمبرر للقول إنه لا مجال للعيش مع الشيعة وإن اليهود والنصارى خير منهم مسألة معتقداتهم في الصحابة رضي الله عنهم.
يا أخي اليهود والنصارى أيضاً لهم علينا حقوق كما لهم واجبات نطلبها منهم. وهذا ما ينكره جهلة هذه الأمة قد تبلغ بهم القحة أن يدعوا أنهم من تلاميذ السلف.
فمن حقوقهم علينا أن نحترم إنسانيتهم وهو الاحترام الذي جعل النبي عليه الصلاة والسلام يقوم لجنازة يهودي لأنه روح!
وليس لنا أن نعتدي على بيعهم وصوامعهم كما وصى جيشه الصديق رضي الله عنه هذا وهو يعلم قبح رأيهم في التثليث وفي عزير بل قبح رأيهم في محمد عليه الصلاة والسلام فهم يعدونه مؤلف القرآن ومخترع الرسالة وينكرون الوحي!
الشيعة لهم معتقداتهم التي تبلورت نهائياً في القرن الثالث الهجري ونخالفهم فيها مخالفة تامة ولكن يا أخي فيما يتعلق بالصحابة:
اعلم أن الصحابة أنفسهم ما كانوا يرضون أن تتذابح الأمة باسمهم!
وإن تشأ دليلاً على ذلك فانظر ور أن علياً رضي الله عنه ما رأى تكفير الخوارج ولا حتى حرمانهم من الفيء هذا وهم لا يشتمونه فقط بل يكفرونه ويرون وجوب قتاله وقد قتله واحد منهم في النهاية لعنه الله!
وقد كانت حروب علي رضي الله عنه في الجمل وصفين مع طائفة كبيرة من المسلمين حاربوه ومنهم صحابة وتابعون وكان معه أيضاً صحابة وتابعون ولم يكفر واحد منهم الآخر وقال علي: إخواننا بغوا علينا.
ولو كفرنا من شتم الصحابة لوجب علينا أن نكفر جميع الخلفاء والولاة الأمويين من عهد معاوية إلى عهد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما إذ كان لعن علي رضي الله عنه على المنابر واجباً لا يستطيع أحد أن لا يلعنه بلا عقاب ولم يبطله إلا عمر بن عبد العزيز فانظر كم واحداً من الخلفاء مر حتى عهده!
وقد آن لنا أن ننهي هذه المأساة ونطوي هذه الصفحة وننصرف إلى ما يجمعنا ونترك ما يفرقنا للنقاشات الهادئة في أوساط العلماء لا أإوساط العامة الذين يسارع سفهاؤهم إلى الفتنة.
وأمر أخير أذكرك به:
اعلم أن الخطر الأكبر على العقيدة الإسلامية الآن وهو خطر على الشيعة كما هو على السنة هو خطر المادية الإلحادية للحضارة المعاصرة.
وقد اقتلعت في طريقها كثيراً من الأديان والملل ونحن في ضعفنا وتخلفنا في غاية الهشاشة وأولادنا ينفلتون من دينهم في مواجهة هذا المد المادي الهائل.
وقد تداعى أهل الأديان للوقوف في وجه هذا الخطر فصرت ترى حواراً إسلامياً مسيحياً.
فهل يعجز السنة والشيعة عن الحوار.
إنه لعجيب والله.