جهد مضاعف
إن الناظر إلى الأحداث من حولنا ، والقارئ لمعطياتها يستنتج بما لا يدع مجالاً للشك أن عودة المجد الغائب وإقامة دولة إسلامية تحمي المعتقدات والمقدسات وتحقق الأمن للأفراد والمجتمعات، كل ذلك يحتاج إلى جهد مضاعف وبذل الوسع كل الوسع، فلا ينبغي أن نضن بأوقاتنا أو أموالنا أو أبنائنا في سبيل دعوتنا، وكل ذلك إنما هو موكول إلى قادة الحركة الإسلامية والعلماء والدعاة، فهم وحدهم الذين يتحركون وفق معطيات أسباب النصر التي وعدها الله للمؤمنين، لذا يجب على الدعاة إلى الله أن يعوا دورهم الحقيقي وينهضوا بهمة ونشاط... وقوة وعزيمة بما
فرضه عليهم واقع أمتهم.
يقول الإمام الشهيد حسن البنا :
"قد ينشأ الشاب في أمة وادعة هادئة، قوي سلطانها واستبحر عمرانها، فينصرف إلى نفسه أكثر مما ينصرف إلى أمته، ويلهو ويعبث وهو هادئ النفس مرتاح الضمير، وقد ينشأ في أمة جاهدة عاملة قد استولى عليها غيرها، واستبد بشؤونها خصمها فهي تجاهد ما استطاعت في سبيل استرداد الحق المسلوب، والتراث المغصوب، والحرية الضائعة والأمجاد الرفيعة، وحينئذ يكون من أوجب الواجبات على هذا الشاب أن ينصرف إلى أمته أكثر مما ينصرف إلى نفسه، وهو إذ يفعل ذلك يفوز بالخير العاجل في ميدان النصر، والخير الآجل من مثوبة الله".
ولقد استولى على مقدساتنا غيرنا واستبد بشؤوننا خصمنا وسُلبت حقوقنا واغتُصب تراثنا وضاعت حريتنا... ألا يستلزم ذلك كله منَّا أن نشمِّر عن سواعد الجد ونعطي دعوتنا وديننا كل ما نستطيع؟
تحياتي