الدرس الثاني والعشرون
قول النبي صلى الله عليه وسلم :- عن عوف بن مالك الأشجعي قال :- خَرَجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقد علّق رجل أقناء أو قِنْواً ، وبيده عصا فجعل يطعن يدقدق في القنو ويقول :- " لو شاء ربُّ هذه الصدقة تصدّق بأطيب منها . إن ربّ هذه الصدقة يأكل الحشف يوم القيامة ". <حسن صحيح أبي دواد >
الــشـــرح :-
قول عوف بن مالك رضي الله عنه خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم أي من منزله إلى المسجد ، والحال أن رجلاً من المسلمين قد علق أي على حبل بين أسطوانتين من سواري المسجد النبوي . علق أقناء جمع قنو وهو العذق من ثمار النخل الشبيه بعنقود العنب ، وأهل شمال إفريقيا يسمونه العرجون . وقوله :- وبيده عصا أي بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم عصا فجعل يطعن بها في القنو يدقدقه بها ويقول :- لو شاء ربُّ هذه الصدقة تصدق بأطيب منها . لأنه يملك غيرها من جيّد التمر وطيِّبه ، ولكن شحه منعه من ذلك . وقوله صلى الله عليه وسلم :- إن ربَّ هذه الصدقة يأكل الحشف يوما القيامة . والحشف هو الرديء من التمر . وهذا من باب الحزاء من جنس العمل إذ لو تصدق بالطيب لأعطي الطيب ، ولما تصدق بالردي أُعطي الرديء .
إرشــادات للــمـربـي :-
1- اقرأ الحديث وكرر قراءاته حتى يحفظه المستمعون .
2- اقرأ الشرح بتأنٍ وفسر ما يحتاج إلى تفسير .
3- ذكرهم بسمو الأدب المحمدي الرفيع . إذ عاب صلى الله عليه وسلم الصدقة الرديئة ولم يواجه صاحبها باللوم والعتاب .
4- ذكرهم بأن الجزاء في الآخرة يكون من جنس العمل . من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فله مثلها .
5- ذكرهم بأن الشح هو الذي حمل صاحب الصدقة أن يتصدق بالرديء دون الجيد . فليجتهدوا في التخلص من الشح وعلاجه الإكثار من الصدقة .
6- ذكرهم بفضل الصحابة إذ كانوا يأتون بعذق التمر ويعلقونه بالمسجد ليأكل المحتاج منه . بدون ما يمن عليه أحد صدقته .
وقــفــة :-
فلا الجود يفني المال قبل فنائه *** ولا البخل في مال الشحيح يزيد
فلا تلتمس رزقاً بعيش مقترٍ *** لكل غدٍ رزق يعود جديد
ألم ترى أن الرزق غادٍ ورائح *** وأن الذي أعطاك سوف يعيد
حاتم الطائي .
الحقاق