إلي ابني العزيز مع التحية
ابني الحبيب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أرجو أن تصلك رسالتي وأنت في صحة و سلامة و و بهجة وسعادة....
بني.... يا علما يرفرف أما ناظري...يا صفحة بيضاء صافية مشعة...يا فارسا أنتظره وأحسب الثواني لوصوله....
إن أردتني يا بني أن أخبرك عن حالنا ... فلا أظنه يخفاك...ففلسطين.. ما زالت أسيرة...وشعبها ما زال مقيدا وجراحه تنزف ونساؤه كسيرة...أفغانستان.. ولد أطفالهم على أقدام جنود الروس الخبيثة...وشب شبابهم على صوت التفجيرات الأمريكية المخيفة...ومات آباءهم من هول النكبات المتلاحقة الحاقدة و الهمجية....كشمير..لا زالت جداولها تسقي غاباتها بدماء شعبها الحرة الأبية...البوسنة...لم يزل الأباء يبحثون على الأبناء والبنات الذين أسروا وهم في المهد...عله يجد أي منهم فيعود العقل للأم بعد أن فقدت عقلها من هول الفاجعة وجرم القضية...ماذا أقول أو كيف أتكلم يا بني عن أحوالنا...لقد كنا نتألم لأسر مسلم واحد أو تأخيره في المطار وكأنه لا يحمل هوية...والآن صرنا كلنا أسرى عندهم وكلنا لا نملك هوية...كلنا صرنا في نظرهم إرهابيون ما دمنا نطالب بفك القيود عن أيدينا أو عن أيدي إخواننا الطاهرة الزكية...كلنا في نظرهم مجرمو حرب لأننا لا نناولهم أيدينا كي يمسكونا ويعتقلونا بل صرنا إرهابيون لأننا نزعل حين يقتلونا بالبندقية أو بالقنابل العنقودية...
عن ماذا أخبر أو أحدثك يا بني؟؟؟؟
أأخبرك يا بني عن العراق المحطمة وما دهاها من ظلم على ظلم تشيب له الولدان وتجن من بشاعته العقول السليمة...أأخبرك عن الشيشان ومدرعات الروس فيها وتشردهم ورميهم بالأرهاب لأن أيديهم أبت أن تصافح الجندي المحتل وترضى بالدنية....معذرة بني لم أرد أن أزيد أحزانك ...فأنا أعلم أنك تتجرع مرارة الهجمات المظلمة النتنة على أمتك وأراك أحيانا تتقلب في فراشك متململا لا تستطيع النوم وتردد ما ذنبنا ما ذنبنا لما كل هذا الحقد علينا و على ديننا و إسلامنا...
لكن هكذا أتت إجابتي حين أردت الجواب عن أحزاننا أعني أحوالنا...
حبيبي إن ماذكرت لك هو جزء من مآسينا إلا أننا نسلي أنفسنا بأن فاعلها وقائدها المباشر هو الكفر والطغيان وأهله في الشرق والغرب ولسنا نستغرب هذا منهم لأنهم لم يروا بعد نور الأسلام و الحقد أعمى بصائرهم عن مكارمه وعدالته....لكن الأدهى والأمر، ورغم كل ما نعيشه من هوان وتعدي وظلم وتشريد، أن نرى من هو على شاكلتنا يعيش معنا ويلبس ملابسنا ويآكلنا ويتكلم بألسنتنا، ثم يرقص على جراحنا، ويدفع الأموال كي يفرقنا أكثر من فرقتنا ويستميت في التخطيط والعبث لكي ينخر أجسدنا و يفتت عقولنا، بما يبثه من مسخ للفكر والعقول في إعلامنا...والأغرب يا بني أن كثيرا منا يهلث ويدفع الأثمان من ماله و وقته كي يشرب من كأس رذيلته وانحرافه...؟؟؟؟
بني أنا لا أريدك أن تيأس ولا تقنط من رحمة الله ... بل أعلم جيدا أنك فارس مغوار...ومصباح منوار...و مسك فواح...ما دمت مستمسكا بالعروة الوثقي...فاثبت بني ولا تفتح أبواب حصنك لمجونهم و قيحهم الذي يزينونه بمعسول الكلام وأنغام الموسيقى وبهرجة الألوان...
والدك