عرض مشاركة مفردة
  #16  
قديم 15-03-2004, 10:27 AM
ahmednou ahmednou غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 477
إفتراضي

أخي يتيم الشعر: أكرمك الله على فتح هذا الموضوع الخطير جدا في حياة الأمة الإسلامية لا الأمة العربية فقط…وهو سيطرة أهل الباطل على توجيه الرأي العام، وعلى عقول الأمة جميعا، شبابا وأطفالا ونساء وبنات، وكهولا، وسياسيين وعوام..وعلى جميع العقول…يلعبوا بها كيف يشاءون ويوجهونها إلى كل ما يضلون به…وليس الخطر فقط في الأخلاق، فإن التوجيه السياسي من هؤلاء الفساق أخطر بكثير..وذلك في البرامج الأدبية والثقافية والمسرحية والتمثيلية وغيرها، بدون أن يشعر أحد…وقد قال تعالى:{يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا}..وليس هناك أفسق من هؤلاء، وليس هناك مصادر أخرى يصدقها كثير من الناس اليوم إلا من هؤلاء… والتوجيه الفكري والخلقي والأدبي والسياسي جميعه مرتبط ببعض….
وأنا أعترض على عنوان: "فوضى الإعلام العربي" لأنها ليست فوضى على الحقيقة، إنها قوانين ولوائح وبروتوكولات وخطط وتدابير، تنفذ جميعا بمبادئ واحدة يمكنني أن أضعها لك-وقد ذكرتها في منتديات أخرى- وسوف تبوب جميع أفعال هؤلاء الشياطين على أساس هذه المبادئ…وهي تنفذ في بعض البلاد الإسلامية العربية منذ مائة وخمسين سنة…
ويجب أن نلاحظ جميعا مبدأ الحساب الفردي يوم القيامة: فكل إنسان يوم القيامة يسأل عن فعله…فالسياسي يسأل: لماذا تركت هذه الطبقة الفاجرة تضلل الشعوب؟ والإعلامي يسأل:لماذا شاركت؟؟ والمشاهد يسأل:لماذا نظرت وسمعت وأقررت وضحكت وصدقت وتركت أهل بيتك يعصون الله بالنظر والاستمتاع بالحرام؟؟؟ وكل واحد من هؤلاء له جهاده الخاص…فالسياسي يلزمه إنكار ذلك باليد…والإعلامي يلزمه تغيير الباطل.. والعوام أمثالنا أي من ليس سياسيا أو إعلاميا، فيلزمه ترك بيئة المعصية وأهلها، ويلزمه المقاطعة التامة، ويلزمه تحذير المسلمين من هذه الفئات المأجورة التي تنفذ خطط قد تعلم عواقبها أو قد لا تعلم…ويلزم الكاتب-وهي الطائفة التي يوجه إليها الخطاب في هذا المنتدى- الجهاد الفكري والأدبي والثقافي والعلمي والتعليمي والإرشادي والتحذيري…فمثلا يقوم كل كاتب بتفريغ الوقت وصرف المال والجهد في تحذير المسلمين من هؤلاء وأجهزتهم…وإني أتعجب الكثير يريد الجهاد في فلسطين والعراق وأفغانستان… ولم تضع جميع هذه البلاد إلا بوجود الأسلحة الداخلية التي تفتك بعقول المسلمين، فتفرق وحدتهم، وتشغل شبابهم، وتضيع حميتهم، وتخرق مشاعرهم، وتبلد حواسهم، وتثقلهم إلى الأرض، وتطوع ساستهم لأعداء الإسلام، وترضي عوامهم بالخضوع للذئاب الدولية، وتحرف المفاهيم والمصطلحات، وتدعو المسلمين للاقتداء بالطبقات المنحرفة من الفساق والفجار والزناة، وتحذرهم من الاقتداء بعلماء الأمة وأهل الصلاح فيه وأهل المساجد ومن يدعو لتحكيم شرع الله…فإن مقاطعة هذه الأنظمة والتحذير منها لهو الجهاد الذي لا عذر لأحد عنه… والجميع الآن يريد أن يذهب إلى العراق أو فلسطين ولا يجد لذلك سبيلا ولعل لله عز وجل في ذلك حكمة..أما هذا النوع من الجهاد فلا حجة لأحد تركه، ولعل الله عز وجل يريدنا أن نجاهد ضد العدو الداخلي أولا قبل أن نجاهد ضد العدو الخارجي..بمعنى آخر: أن نقضي على العقارب التي في ثيابنا قبل أن نواجهها في الخارج…أو بمعنى آخر: أنه لم تسقط البلاد الإسلامية في أيدي العقارب الكبيرة، إلا بعد أن زرعوا فينا عقارب صغيرة تلدغنا دون أن نشعر..ولو استردنا البلاد السليبة، لضاعت مرة أخرى بسبب وجود العقارب الأصلية التي في جسمنا من الداخل…. أو بمعنى آخر: إن كان هناك رجل مريض بخراريج والسبب فيها وجود ميكروب معين، فمها عالج الخراريج الخارجية دون أن يقضي على الميكروب الداخلي، فلن يفيد العلاج، ولسوف تظهر خراريج أخرى وأمراض أخطر…وهذا هو السبب في أنه إذا ضاعت بلد عصرنا الحديث لم ترجع، وإن رجعت-كحكومة العراق الأمريكية- فيضيع أكثر منها أو مثلها….منذ مائة عام لم يكن هناك فن ولا رياضة في بلاد المسلمين، ولكن كانت معهم فلسطين..أما الآن فهناك فن خليع ورياضة لاهية ملهية، ولكن ليس هناك قدس ولا فلسطين ولا عراق ولا غيرها…{ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}
__________________
أبو سعيد