عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 16-03-2004, 07:00 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

أخي الفاضل / المسك

دعني أخرج من سياق الأسئلة السابقة قليلاً لأكتب بصفة عامة عن النقد في حياتنا ، لأننا أخي الكريم حين ننقد فكرة أو اجتهادا أو عملاً قام به شخص ما ( مع إفتراض النية الحسنة ) وهذه ما أعتقده في كل من يشهد أن لا إله إلا الله أقول عندما ننقد مثل هذه الأمور فإننا لا نطمع بالتأكيد إلا في إظهار ما جاء في تلك الأفعال أو الأقوال من شطط أو خلل وهذا لا يعني المساس بشخص صاحبها.
كما أن ذلك لا يعني أننا أفضل ممن وجه إليهم النقد ، فلقد تعلمنا منذ نعومة أظفارنا أن سيدنا / عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه قال :- ( لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها )
ذلك هو ديدننا ومنهجنا الذي نسير عليه ، وما نقوله نقداً لا يخرج عن كونه كلمة حق تقال بدافع الحب والإخلاص ليسمعها الآخرون وليشكروا أصحابها عليها ، لينتفي سوء الظن عندها وتصلح الحال وتستقيم الأمور.
أما حينما يسود النفاق وتحكم العواطف الأمور ويستأسد المزاج فالويل والثبور وعظائم الأمور للناصح لأن كل كلمة سيقولها ستفسر تفسيرا خاطئا يخدم الواشي والشامت ويرفع منزلة الحاسد واللئيم ويسر به الجاهل والرعديد .
وهناك الكثيرون ممن يدعون أنهم أصحاب توجهات منفتحة ومرنة يخلطون بين النقد الهادف - وإن كان مؤلما- وبين ما يقومون به من الهجاء المقذع الفاحش المريب والشتيمة الرخيصة المبتذلة التي لاتصدر إلا من شخص تربى على ذلك ونشأ عليها ، وقد غاب عن أذهانهم أن هدف الناقد قد يكون الحرص على هدايتهم واستقامتهم ، ولأن من يأنف من تقبل النقدإن بدت له الحجة المقنعة ويتعالى على الحقائق فإننا نجده في مكان من يهجو غيره ويعيبهم ولا يهمه رجوع الناس إلى الصواب واستقامتهم بقدر ما يهمه أن يعبر عن تميزه وانفراده بينهم، ولذلك تجده لا يتورع عن إيراد ألفاظ لا يليق بمؤمن استعمالها ويشتم ويقذف ويكذب ليصل إلى هدفه الشخصي ويحقق أمنيته ومطلبه.
وجميعنا ( دون إستثناء ) مقصرون والتسليم بهذا المبدأ، مبدأ الاعتراف بالنقص، وعدم توفرّ الكمال هو الضمانة الأولى لتحقيق الاستقامة، فعندما يسلّم الإنسان أنه لابد وأن يخطئ وانه ليس بمستوى الكمال في كل فعل وموقف ولابد وأن تصدر عنه الهفوات والزلات ويقع في الخطأ والقصور بسبب الجهل أو هوى النفس ونزغ الشيطان أو القصور وعدم القدرة على إدراك الحقيقة أو لتحقيق الكمال الزائف في داخله ، فإنه سيثبت لنفسه أولاً ثم للآخرين أن هذا هو الأساس الذي فطر عليه وأن الكمال لله وحده
أما المغرور ( وهم كثر ) الذي لا يسلّم بتقصيره وإمكانية وقوعه في الخطأ فسوف لن يرضى بالنقد عليه وفي المقابل لن يُخضع نفسه للمحاسبة والنقد الذاتي وسيبقى موطناً للأخطاء والهفوات والتخلف وسيبقى في ذات المستوى الأخلاقي المتدني
إن محاسبة الإنسان لنفسه على خطئها وتقصيرها بحق الله ثم بحق رسوله صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين لهم وتابع التابعين والناس أجمعين وصولاً إلى نفسه تعدّ من علامات الصحة في التفكير ودليل قاطع على حياة الضمير في هذا الشخص أو ذاك

تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس