قال العلامة محمد خليل هراس رحمه الله :
" إن من أصول أهل السنة والجماعة التي فارقوا بها من عداهم من أهل الزيغ والضلال أنهم لا يزرون بأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يطعنون عليه ، ولا يحملون له حقدا ولا بغضا ولا احتقارا ، فقلوبهم وألسنتهم من ذلك كله براء ، ولا يقولون فيهم إلا ما حكاه الله عنهم ...." شرح العقيدة الواسطية صفحة 137 .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
وذلك للأمور التالية :
أولا : أنهم خير القرون في جميع الأمم ، كما صرح بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : " خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم " . البخاري .
ثانيا : أنهم هم الواسطة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أمته ، فمنهم تلقت الأمة عنه الشريعة .
ثالثا : ما كان على أيديهم من الفتوحات العظيمة .
رابعا : أنهم نشروا الفضائل بين هذه الأمة من الصدق والنصح والأخلاق والآداب التي لا توجد عند غيرهم ........" شرح العقيدة الواسطية للشيخ 2 \ 227 - 228 ".
ثم استدل شيخ الإسلام رحمه الله بقوله تعالى :"والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم " .
" هذه الآية بعد آيتين سابقتين هما قوله تعالى : " للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون " . وعلى رأس هؤلاء المهاجرين أبوبكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين .
ففي قوله تعالى : " يبتغون فضلا من الله ورضوانا " إخلاص النية .
وفي قوله تعالى : " وينصرون الله ورسوله " تحقيق العمل .
وقوله تعالى : " أولئك هم الصادقون " أي : لم يفعلوا ذلك رياء ولا سمعة ، ولكن عن صدق نية .
ثم قال في الأنصار : " والذين تبوؤا الدار والإيمان يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فؤلئك هم المفلحون " .
فوصفهم الله بأوصاف ثلاثة :
" يحبون من هاجر إليهم "
" ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا "
" ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " .
ثم قال تعالى بعد ذلك : " والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم " .
" فهذا الدعاء الصادر ممن بعدهم ممن اتبعوهم بإحسان يدل على كمال محبتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وثنائهم عليهم ، وهم أهل لذلك الحب والتكريم ، لفضلهم ، وسبقهم ، وعظيم سابقتهم ، واختصاصهم بالرسول صلى الله عليه وسلم ، ولإحسانهم إلى جميع الأمة ؛ لأنهم هم المبلغون لهم جميع ما جاء به نبيهم صلى الله عليه وسلم ، فما وصل لأحد علم ولا خبر إلا بواسطتهم " شرح العقيدة الواسطية للشيخ ابن عثيمين 2 \ 237 - 238 .
" فكل من خالف في ذلك وقدح فيهم ولم يعرف لهم حقهم ؛ فليس من هؤلاء الذين قال الله عنهم " والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم " . 2 \ 230 .
.. يتبع ..