عرض مشاركة مفردة
  #33  
قديم 23-03-2004, 01:45 PM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

الدرس الثاني - الشهر الثاني




قول رسول الله صلى ا لله عليه وسلم : ( افترقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النّصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق هذه الإمة إلى ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة في الجنة ، وقيل من هم يارسول الله ؟ فقال هم الذين يكونون على ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) رواه الترمذي وصححه ورواه غيره



الـــشـــرح :-


قوله صلى الله عليه وسلم افترقت .. إلخ هذا علم من أعلام النبوة ، إذ كيف عرف تفرق اليهود والنصارى والمسلمين على النحو الذي ذكر ، وهو أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب ، وهو لم يشهد زمن تفرقهم ؟ قوله : كلها في النار ، لأنها لم تعبد الله عبادة صحيحة تزكي النفس ، وعبدته بعبادات داخلها الابتداع والتحريف والزيادة والنقصان ، فلم تعد تولد الحسنات التي تشرق عليها النفس وتطهر . والله قد حكم أن النفس الزكية هي التي تفلح فقال ( قد أفلح من زكاها ) ، والفلاح هو الفوز بدخول الجنة بعد النجاة من النار . وقوله صلى الله عليه وسلم : هم الذين .... إلخ بيان لعلة دخول الجنة وهي متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في العقيدة والعبادة والقضاء والأخلاق ولآداب . فهذه المتابعة معناها أن المتابع تزكو نفسه بها فيصبح أهلاً لدخول الجنة بخلاف من تخالف عقيدته وعبادته آدابه وأخلاقه ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه . فإن نفسه لا تزكو بل تتدسَّى فيخيب في عبادته ويخسر .


إرشـــــادات للمربي :-

1- اقرأ الحديث وكرر قراءته بتأنٍ والمستمعون يرددون سرا حتى ترى أن أكثرهم قد حفظ الحديث .

2- اقرأ الشرح مبينا لهم المعنى المراد من كل جملة وكرره حتى تتأكد من فهم أكثرهم .

3- ذكرهم بحرمة الخلاف وأنه شؤم وبلاء ، وأن عليهم إذا اختلفوا في شيء أن يردوه إلى أهل العلم وأهل العلم يردونه إلى الكتاب والسنة .

4- علمهم أن أصحاب رسول الله رضوان الله عليهم هم قدوة المسلمين فلا يحل الطعن في أحدهم بحال من الأحوال ز

5- ذكرهم بحكم الله تعالى في عباده وهو ( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) " الشمس 9 ،10 " مبيناً لهم ما تزكو عليه النفس وهو الإيمان والعمل الصالح ، وما تتدسّى به النفس وهو الشرك والمعاصي .

وقفه :-

إنما تنقض عرى الإسلام عروة ، عروة ... إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية " عمر بن الخطاب رضي الله عنه "



قال ابن تيمية :-

لهذا كان الصحابة أعظم إيمانا وجهادا لكمال معرفتهم بالخير وبغضهم للشر وكمال علمهم للخير وبغضهم للشر .

الحقاق

2/2/1425 هجري
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه