عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 24-03-2004, 11:01 AM
ahmednou ahmednou غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
المشاركات: 477
إفتراضي حب الأوطان من الإيمان

حب الأوطان من الإيمان:
- حب الأوطان من الإيمان.. وحب النبي عليه الصلاة والسلام من الإيمان.. وحب الوالدين من الإيمان.. حب الزوجة من الإيمان والفرك"البغض" من الشيطان كما ورد في الحديث الشريف… وحب آل البيت من الإيمان…
- ولكن كل هذه المحاب حبها محدود بعدم التعارض مع حب الله عز وجل…أي إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه محدود…فمن أحب النبي صلى الله عليه وسلم حتى أفرط في تلك المحبة فوصلت به إلى عبادته واتخاذه إله من دون الله.. فقد كفر بما أنزل على محمد، وهذا الحب ليس من الإيمان بل هو من الشيطان… وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يعظمه المسلمون تعظيما يصل بهم إلى عبادته، كما في الحديث"لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم"…
- والشيطان يأتي للإنسان من باب التفريط، فيحاول أن يثنيه عن حب النبي صلى الله عليه وسلم أو الوالدين أو الزوجة أو الأوطان أو آل البيت…فإذا فشل الشيطان ويئس من ذلك، أتى للإنسان من باب الإفراط، فيأمره أن يحب النبي صلى الله عليه وسلم حتى يصل إلى عبادته..أو يحب آل البيت حتى يرفعهم في مقام أكبر من مقام بقية الصحابة رضوان الله عليهم..أو أن يأمره بعبادة بعض أفراد آل البيت، كما فعل بعض الشيعة مع علي بن أبي طالب..فحرقهم كرم الله وجهه حتى يغلق هذا الباب.. واعتبرهم من الكفار لا من المسلمين… أو يقصروا الخلافة على أفراد من آل البيت… فهذا الحب كله ليس من الإيمان ولكنه من الشيطان…
- فالمقصد أن الشيطان يأتي للإنسان من باب التفريط في الحب، فإذا يئس من ذلك أتى للإنسان من باب الإفراط حتى يوقعه في الكفر، والفسوق عن المنهج الرباني، ويجعله يحب من أمر الله بحبه، حبا زائدا يجعله يفوق ويعلو على أوامر ونواهي المنهج الرباني…هذه هي القاعدة الأولى…
- والقاعدة الثانية هي: حب الوطن والعشيرة والقبيلة والآباء والأجداد، إن تعدى حدوده وأفرط المرء فيه قد يصل به إلى الكفر والعياذ بالله.. كما في قصة أسباب نزول آيات سورة آل عمران:"يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين…" إلى آخر هذه الآيات… فقد سمى الله عز وجل حب الوطن والعشيرة والآباء والقبيلة: كفرا… وذلك لأن الأوس والخزوج كادوا أن يقتتلوا بسبب التعصب للعشيرة والقبيلة….فحب العشيرة والوطن هنا تعدى حدوده لأنه تعدى على حب الله والمنهج الرباني، لأن الصحابة والمسلمين هموا بأن يقتتلوا ويقعوا في كبائر الذنوب من أجل حبهم لعشيرتهم ووطنهم…. فهذا كله ليس من الإيمان ولكن من الشيطان…فمن مظاهر الإفراط في حب الوطن أن يقتتل مسلم مع مسلم من أجل الوطنية والقومية…
- فحب الوطن الذي يفرق بين المسلمين ويجعلهم كيانات مستقلة عن الوحدة العامة للمسلمين، ويجعل كل شعب وكل عشيرة وكل وطن كيان خاص يمكن أن يقتتل المسلمون من أجل التعصب على هذه الكيانات..ليس من الإيمان ولكنه من الشيطان، وقد يصل إلى الكفران الذي وصفه الله عز وجل في سورة آل عمران…
- ومن مظاهر التعظيم المفرط للأوطان، تصور الأرض على هيئة كائن حي يتكلم ويربي وينجب النجباء… أو تصويره على صورة امرأة ويجعل من ذلك صورا أو تماثيل وأصناما…
- كذلك من يعظم من أبناء الوطن تعظيما أكثر من بقية المسلمين، ويميز بني وطنه عن بقية المسلمين، ويعتقد زيادة فضل من يعيش على أرض وطنه عن بقية المسلمين لا بالعمل الصالح والإيمان الثابت ولكن بمجرد أن أرض وطنه هي التي أنجبته وعاش فيها ويتعصب لذلك كله..
- ومن الكتاب من يجعل جميع المشهورين في التاريخ الذين عاشوا على أرض وطنه، من الصالحين والأبرار ويصبغ عليهم كل فعل صالح يعتقد هو صلاحه ويعتقد صلاحه كذلك بني وطنه.. وينفي عنهم كل فعل سيئ وكل نية خبيثة..ويصبغ عليهم صبغة مثالية، أما من غيرهم من المسلمين في عصرهم فيصب عليهم جام غضبه وينسب إليهم كل فعل مشين وكل غرض خبيث وإن كان بعضهم أكثر عملا صالحا وأقوى إيمانا من كثير من بني وطنه…أي إنه يجعل ميزان المدح والذم ليس الإيمان والعمل الصالح وليس كما جعله الله عز وجل:"إن أكرمكم عند الله أتقاكم".. ولكن الميزان عنده من كان ميلاده على أرض وطنه ومعيشته فيه، أو من كان يعيش في بلد آخر ووطن آخر… فيذم شعبا كاملا ويمدح شعوبا كاملة.. هذا كله ينافي الإيمان الصحيح والعقل السليم..
-
__________________
أبو سعيد