الدرس الثالث
قول الله جل جلاله وعظم سلطانه ( وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا ) " آل عمران 36 ، 37 "
الشرح :-
أتدرون من القائلة ( وإني أعيذها ) إنها حنّةُ امرأة عمران إحدى صلحاء بني إسرائيل ، مضى على زواجها زمن لم تلد فيه وحنّت إلى الولد فرأت عصفوراً يَزُقُّ أفراخه ، فجاشت عاطفة حب الولد فيه فسألت ربّها إن رزقها ولداً أن تجعله الله يعبده ولا تطلب منه شيئاً أبداً . واستجاب الله تعالى لها وحملت وقالت ( رب إنى نذرت لك ما فى بطني محررا ) - أي خالصاًَ لك - ( فتقبل مني إنك أنت السميع العليم ) وفعلا ولدت بنتاً وسمتها مريم أي خادمة الله . وقالت ( وإني أعيذها بك وذريتها ) أي أحصنهما وأحفظهما من الشيطان الرجيم أن يغويهما ويفسدهما بارتكاب الذنوب وغشيان المعاصي ، واستجاب الله دعاءها وحفظ بنتها مريم وولدها عيسى عليه السلام فلم يَغشيا ذنباً ولم يرتكبا معصية . وتقبل الله النذيرة مريم قبولاً حسناً ( وأنبتها نباتا حسنا ) فكانت تنمو نماءً عجباً على خلاف الأطفال ، كرامة الله لحنّة الصالحة .
إرشادات للمربي :-
1- اقرأ الآية قراءة جيدة ورددها حتى يحفظها المستمعون .
2- اقرأ الشرح بتأن وقف عند كل جملة وبيّن معناها للمستمعين حتى يفهموه .
3- علمهم مشروعية النذر الله تعالى ووجوب الوفاء به وحرمة النذر لغير الله تعالى وأنه من شرك العبادة
4- ذكرهم بأن المؤمنة لا تعوذ مولودها بالحديدة تضعها عند رأسه ولا بالعظم تعلقه بعنقه ، ولكن تعوّذه بالله تعالى كما فعلت حنّة إذ قالت حنّة :- أعيذها بك أي يا ربي .
5- علمهم بأن التوسل يكون بأسماء الله وصفاته كما قالت حنّة ، إنك أنت السميع العليم وليس بدعاء الصالحين والأستغاثة بهم والنذر لهم إذ هذا من الشرك لا من التوسل في شيء
6- ذكرهم باستجابة الله تعالى لحنّة لصدقها في إيمانها وطهارة روحها من الشرك والذنوب فإن الله يستجيب لعباده الصالحين الصادقين الأتقياء ولا يستجيب للمشركين والفاسقين .
وقفه :-
قال بعض الحكماء :- لا تصطنعوا إلى ثلاثة معروفاً ، اللئيم فإنه بمنزلة الأرض السبخة ، والفاحش فإنه يرى الذي صنعت إليه إنما هم لمخافة فحشه ، والأحمق فإنه لا يعرف قدر ما أسديت إليه .
الحقاق
3/2/1425 هجري