الدرس الخامس
قولُ الله تبارك وتعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كثيرا (*) وسبحوه بكرة واصيلا ) الأحزاب 41 ،42
الشرح :-
هذا النداء الإلهي الكريم من رب رحيم يُوجهه إلى المؤمنين الصادقين ليعلمهم ما يزيد به إيمانهم ونورهم ويحفظون به من عدوهم وهو ذكر الله تعالى لهم . قوله تعالى ( ذكرا كثيرا ) ، إن الذكر الله تعالى بالقلب واللسان بمثابة مُوَلِّدِ للنور ، لا بد من مواصلته حتى لا يخفت أو ينطفيئ فيضل العبد . لذا لم يجعل له عداً ولا حداً بخلاق سائر العبادات ، فإن لها عدداً أو حداً تنتهي إليه . وقوله تعالى ( وسبحوه بكرة وأصيلا ) أي قدسوه ونزهوه عن الشريك والنظير وكل نقص كالصاحبة والولد ، وذلك بعبادته وحده والصلاة هي العبادة الوحيدة التي لا يزال العبد يذكر الله فيها حتى يخرج منها ، ولذا من صلى الصبح وصلّى العصر فقد امتثل أمر الله في قوله ( وسبحوه بكرة وأصيلا ) ؛ لأن البكرة الصبح ، والأصيل المساء ، وورد أنّ من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة صباحاً او مساء غفر له ما تقدم من ذنبه .
إرشادات للمربي :-
1- اقرأ الآيتين قراءة جيّدة وكرر القراءة حتى ترى أن أكثر المستمعين قد حفظهما .
2- ذكرهم بأن نداء الله للمؤمنين فيه شرف لهم ورفعة سببهما إيمانهم الذي هو بمثابة الروح للأجسام الميّته ، لذا فالمؤمن حيٌّ ، والكافر ميّت .
3- اذكر لهم الأوراد الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الذكر نحو ك لا إله الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة ، وسبحان الله والحمدالله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين وختامها بلا إله الله وحده لا شريك له له الملك ، وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، ونحو ربّ اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم . إذ كان يكثر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال ابن عمر عددناها فوجدناه يقولها في المجلس الواحد مائة مرة .
4- علّمهم أن المؤمن لا يبرح يذكر الله حتى يدخل بيت الخلاء ، أو ينام ، إن المؤمن نطقه ذكر وصمته فكر كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى أمره به .
وقفه :-
سب رجل المهلب بن أبي صفرة وأفحش في سبه والمهلب ساكت لا يرد عليه ، فمر رجل فسمعه فرد على السفيه وخاصمه ثم التفت على المهلب وقال :- هلا انتصرت لنفسك ؟ فقال : يا ابن أخى وجدت النصرة في الحلم ولولا حلمي ما انتصرت أنت لي .
الحقاق
5/2/1425 هجري