عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 28-03-2004, 02:24 PM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

الدرس السابع




لْيَوْمَ قوله تعالى ( وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ اتُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ) الأنعام 93



الشرح :-

قوله تعالى ( ولو ترى ) ..... إلخ . إن المراد بالظالمين هنا المشركون ؛ لأن الظلم وضع الشيء في غير موضعه ، والمشركون وضعوا العبادة في غير موضعها حيث عبدوا غير الله تعالى ، وغير الله تعالى لا يستحق العبادة ؛ لأنه لم يخلق العابد له ولم يرزقه ولم يحفظ عليه حياته إلى نهايتها ، ولا يجزي العابد على عبادته إذ لا يملك شيئاً لأنه مخلوق مربوب ويؤكد أن الظالمين هنا هم المشركون قوله تعالى في نهاية الآيات ( وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ ) الأنعام 94 . والمشرك مكذب بآيات الله قائل على الله غير الحق مستكبر والعياذ بالله تعالى . والمراد من ( غمرات الموت ) سكراته وآلامه التي تغمرُ المُحتضر ، والمراد من ( والملائكة ) ملك الموت وأعوانه ، وبسط أيديهم لضرب بالهون إشارة إلى استكبار المشركين عن قبول الحق وهو الإيمان بالله وآياته وإخلاص العبادة الله وحده . وجواب : ( لو ) الشرطية مقدر أي لرأيت أمراً فظيعاً لا يقادر قدرة .

إرشادات للمربي

1- اقرأ الآية وكرر قراءتها والمستمعون يرددنها معك حتى ترى أن أكثرهم حفظها .

2- اقرأ الشرح بتأنٍ وقف عند كل معنى تكرره حتى ترى أنهم قد فهموه .

3- علمهم أن للموت سكرات ولا ينجو منها أحد ، وتعظم على غير الصالحين وتَشْـتَدُ .

4- حذرهم من الشرك والقول على الله بغير الحق ، والا ستكبار عن قبول الحق والتسليم به .

5- علمهم أن المحتضر يرى ملك الموت ، والملائكة والمرافقين له ، فإن كان من أهل الإيمان والاستقامة طمأنوه بأنه لا يخاف ولا يحزن وبشروه بالجنة لأية فصلت (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) فصلت : 30

وقفه :-

مات لعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم ولد ، فلم يحزن ولم يجزع عليه ، فقال له أحدهم : يا على أيموت ولدك وفلذة كبدك وأملك في الحياة وظهيرك فيها ولم تأبه لموته ولم تجزع ؟ فأجاب على رضي الله عنه : نعم لأنه أمر كنا نتوقعه ، فلما وقع لم ننكره وفي هذا تسليم لقضاء الله عز وجل .

الحقاق

7/2/1425 هجري
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه