الـــــدرس ( السادس )
10- عصمة الصحابة وعدمها .
11- الصحابة خير القرون .
12- معتقد أهل السنة فيما وقع من بعض الصحابة من خطأ .
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
" وهم مع ذلك ( أي أهل السنة ) لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره ، بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة .
ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم - إن صدر - ، حتى أنهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم ؛ لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم .
وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم خير القرون ، وأن المد من أحدهم إذا تصدق به كان أفضل من جبل أحد ذهبا ممن بعدهم .
ثم إذا كان قد صدر من أحدهم ذنب ؛ فيكون قد تاب منه ، أو أتى بحسنات تمحوه ، أو غُفر له ؛ بفضل سابقته ، أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي هم أحق الناس بشفاعته ، أو ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه .
فإذا كان هذا في الذنوب المحققة ؛ فكيف الأمور التي كانوا فيها مجتهدين : إن أصابوا ؛ فلهم أجران ، وإن أخطؤوا ؛ فلهم أجر واحد ، والخطأ مغفور .
ثم إن القدرالذي يُنْكَر من فعل بعضهم قليل نزر مغفور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم ؛ من الإيمان بالله ، ورسوله ، والجهاد في سبيله ، والهجرة ، والنصرة ، والعلم النافع ، والعمل الصالح .
ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة ، وما من الله عليهم به من الفضائل ؛ علم يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء ، لا كان ولا يكون مثلهم ، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله ".
الشــــــــرح :
اعلم رحمك الله أن العصمة تنقسم إلى قمسين :
1- عصمة الجماعة .
2- عصمة الأفراد .
1- أما عصمة الجماعة :
فهي جماعة الصحابة ، فأهل السنة والجماعة يعتقدون أن الصحابة كلهم معصومين إن اجتمعوا على أمر ، وهذا لقوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله قد أجار أمتي من أن تجتمع على ضلالة " السلسلة الصحيحة
فالأمة معصومة في حال اجتماعها .
2-وأما عصمة الصحابة كأفراد ، فاعلم أن أهل السنة والجماعة يعتقدون إعتقادا جازما أن الصحابة كأفراد غير معصومين عن الخطأ ، بل إن ما سوى الأنبياء والرسل من الناس غير معصومين من الخطأ ، وهذا لما صح عنه صلى الله عليه وسلم كما جاء في سنن ابن ماجة وغيرأنه قال : " كل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون " .
.. يتبع ..