[يتيم الشعر]

الحب .. عـدو المـرأة جيهـان مصطفى بتاريخ 9-2-1425 هـ هل تصدق أن الحب يمكن أن يكون عدواً للمرأة ؟ ففي وسط الاحتفالات بعيد الحب و نحن على أبواب الربيع فصل الرومانسية و تفتح العواطف ظهر إتجاه غريب يعادي الوقوع في الحب متهماً إياه بأنه عدو يهدد المرأة !. فقد صدر كتاب تصدر مبيعات الكتب في أوروبا و أمريكا بعنوان " ضد الحب " للكاتبة " لاورا كينيس " و كتاب آخر لاقى إقبالاً شديداً لعالمتي إجتماع هما " ماري نويل شورمانز " و " لورين دوميسيه " بعنوان ( الوقوع في الحب ) ، و في الوقت نفسه يُعرض فيلم سينمائي بطولة رينيه زيلوجر الحاصلة على جائزة الأوسكار مؤخراً بعنوان ( فليسقط الحب ) . و يتفق المؤلفون على أن الوقوع في الحب يصيب المرأة بحالة عدم اتزان ، فقد أثبتت الأبحاث التي أجروها على عدد كبير من السيدات أن المرأة تصاب بالقلق و التوتر و الإحساس بالخوف من الاستسلام للمشاعر الطاغية و من فقدان الحبيب إذا حدث و وقعت في الحب ، و هذه الأعراض تؤثر على إنتاجهن و في العمل و علاقتهن بالآخرين خاصة أن الحب بالنسبة للمرأة يشكل ركناً أساسياً في حياتها في حين أنه بالنسبة للرجل مسألة جانبية لا تعيقه على أداء عمله و لا تؤثر على علاقته بأصدقائه مثلاً . كما أكد الباحثون أن العطاء في العلاقة العاطفية بين المرأة و الرجل ليس متكافئاً ، فعندما تحب المرأة تعطي بلا حدود في أغلب الأحيان و تضحي بكثير من اهتماماتها الأخرى بل أحياناً تغير من أسلوب حياتها بالكامل ، لترضي الرجل الذي تحبه أما هو فلا يكون لديه الاستعداد للتنازل عن اهتماماته الأخرى أو عن أسلوب حياة قد يغضبها ، و ينتظر منها أن تتقبله كما هو إذا كانت تحبه . و تتحول المرأة بهذا الشكل إلى عبد يقبل أي شئ ليفوز برضا الحبيب ، و هذا ما وجد فيه العلماء ظلماً كبيراً للمرأة . و لكن السؤال الذي يطرح نفسه : هل يمكن بالفعل أن تستغنى المرأة عن الحب ؟ قالت " لاورا كينيس " في مؤتمر صحفي رداً على هذا السؤال : العلاقة بين المرأة و الرجل ليست حباً فقط ، و إنما هناك التفاهم و الصداقة و هما يشكلان " الفرامل " التي تتيح للمرأة أن تتصرف بذكاء و أن يكون عطاؤها متوازناً ، و هذا ينقذها من الذوبان في الشخص الذي تحبه . أما إذا عثرت المرأة على الرجل الذي يقدر عواطفها بحق و يعطيها بالتوازي ما تنتظره منه من حب و تضحية أحياناً ؛ فلا بأس أن تقبل المغامرة ، و هنا تصبح مسألة حظ فإما ( صابت أو خابت ) !. و لا شك أن هذا الإتجاه الجديد الذي ترفعه المرأة في الغرب يعتبر أن الوقوع في الحب مسألة اختيار يمكن تلافيها إذا ما قررت المرأة ذلك . إلا أن الموضوع ليس بهذه البساطة و إلا ما كان هذا حال الكثير من الرجال و النساء الذين يغلبهم الحب أحياناً في ظروف غير متوقععة ، و لكن تحكيم العقل في الوقت المناسب يكون مطلوباً إذا تمتع المحب بالقوة .