عرض مشاركة مفردة
  #42  
قديم 03-04-2004, 10:42 AM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

الدرس الحادي عشر




قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ...... (184) " البقرة :183-184 "


الشرح :-

هذه الآية دلت على مشروعية الصيام ووجوبه على هذه الأمة ، كما كان واجباً على الأمم السابقة فمن بلغ سنّ التكليف وجب عليه الصيام ، وبين تعالى أن المراد من هذا الصيام هو صيام شهر رمضان بقوله ( شهر رمضان ) إلى قوله ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) . وخص المؤمنين بالنداء وأعلمهم بواجب الصيام ؛ لأنهم بإيمانهم قادرون على التكليف بخلاف الكافرين . وقوله ( كما كتب على الذين من قبلكم ) : فيه تهوين لمشقة الصوم عليهم بإعْلاَمِهم أنه كتبه على من قبلهم أيضاً ولو كان صعباً لا يطاق ما كلفهم به . وقوله تعالى ( لعلكم تتقون ) فيه بيان أن الصوم يُورثُ المؤمن ملكة القدرة على الطاعات بفعل المأمورات وترك المنهيات ، فالصوم يؤهل العبد للتقوى وهي فائدة عظيمة زيادة على ما للصائم من أجر عظيم . وقوله تعالى ( أياماً معدودات ) فيه التهوين أيضا على نفس المؤمن إذ أعلمه أن هذا الصوم الذي فرضه عليه ليس شهوراً ولا دهوراً وإنما هو ايام معدودات ثلاثون يوماً أو تسعة وعشرون يوماً . ورفعاً للحراج أيضا أذن للمريض والمسافر أن يفطر حتى إذا عاد من سفره أو شفى من مرضه صام ما أفطره من أيام .

إرشادات للمرابي :

1- اقرأ الآية ورتلها والمستمعون يرددونها معك سرّا حتى ترى أنهم قد حفظوها أو كادوا .

2- اقرأ الشرح جملة جملة مبيناً لهم ما يخفى عليهم فهمه أو يصعب عليهم .

3- علّمهم أن حقيقة الصيام هي الامتناع عن الأكل والشرب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، وأن النية شرط في صحته وهي عزم القلب على الصوم طاعة لله تعالى أو تقرباً إليه .

4- علمهم أن الحائض والنفساء كالمريض الذي يخاف الهلاك على نفسه فإنه يحرم عليه الصيام وهما كذلك يحرم عليهما الصيام في حال الحيض والنفاس وإذا طهرتا قضتا بعدد الأيام التي أفطرتا فيها .

5- علمهم أن المريض الذي لا يُرجى برؤه والشيخ الكُبََّارُ يفطران ويطعمان عن كل يوم كِيلُو أرز ؛ كما أن المرضع والحامل إذا خافتا على نفسيهما أفطرتا وقضتا ، وإذا خافتا على ولديهما أفطرتا وأطعمتا مع الصيام كيلو أرز عن كل يوم .

وقفه :-

قال الرشيد لأعرابي : بم بلغ فيكم هشام بن عروة هذه المنزلة ؟ قال :- بحلمه عن سفيهنا وعفوه عن مسيئنا وحمله عن ضعيفنا ، لا منان إذا وهب ولا حقود إذا غضب ، رحب الحنان سمح البنان ماضى اللسان . قال : فأومأ الرشيد إلى كلب صيد كان بين يديه وقال :- والله لو كانت هذه في هذا الكلب لا ستحق بها السؤدد .

الحقاق

13/2/1425 هجري
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه