بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله(صلوا على الحبيب)
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،(وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً {86})
[HR]
أخي الكريم المسك،ماذا أقول لك أخي الطيب؟ بعدما قرأت رد أخي الوافي،وجدت نفسي عاجزة عن التعبير،هذا وهو لم يحضر شيئا،فماذا يسوى كلامي أمامكم يا كبار،لكن إن قبلت بأختك مسلمة،أتوكل على الله وأقول لك ما أعتقده.
أخي الكريم،لن أقول إن شاء الله من معه حق أو لا،لن أعلق حتى على الرسالتين،لكن أقول لك ما أظنه بصفة عامة اخي،يعني ما استنتجته من خلال هذه الرسائل وما توصلت إليه بإذن الله.
فبسم الله أبدأ:
أقول دائما شيئاأخي ،ألا وهو أن المعلم يشتكي من غباء تلميذه وينسى أنه معلمه،فالرجال دائما يعيبون النساء وينسون أنهم معلمونهم،يشتكون من قلة الحنان الذي يستلمونه منها و.... لكن لا ينظرون أن ذلك ما هو إلا ثمرة معاملتهم لها،والمثال الذي أدرجه أخانا الوافي خير مثال على ما أقوله،كيف لزوج أن ينتظر من زوجته الحنان الكامل والدائم إن لم يكن يمنحها هو إياها أولا؟ كيف ينتظر منها أن تبتسم في وجهه و لا يبتسم إليها أولا؟ كيف ينتظر منها ان تحسن إليه إن لم يطب هو كلامه لها؟كيف للنبتة أن تحيى وتصبح جميلة إن لم تروى بالماء؟؟ قلب المرأة أيضا عبارة عن نبتة،إلا أنه لا يحتاج لماء لكي يحيى وإنما يحتاج إلى حنان وحب وكلمة طيبة من زوج صادق،بهذه الأشياء يحيى ويصبح جميلا،وإن أصبح جميلا ظهرت آثاراه وثماره على صاحبته،تعلم أخي المسك؟ أذكر أنه عندما كنت صغيرة،كنت دائما أسمع حديثا واحدا يتكرر بين النساء عندما تشتكي واحدة منهم من زوجها،تعلم ماذا كانوا يقولون؟؟ كانوا يقولون لها: ذلك لأنك لا تعرفي كيف تربيه!!والله لا امزح اخي الكريم،هذا ما كانت تسمعه أذني،وأصارحك قائلة أنني كنت أتعجب من ذلك القول،طبعا حينها كنت صغيرة ولم أكن أستطيع أن أتكلم وأرد عليهم،لكن لو كان بالإمكان لي الآن أن أرد عليهم لكنت قلت لهم أنه ليس صحيح،فكيف للمرأة أن تربي زوجها وهي صاحبة القلب الضعيف والحنون؟؟ المرأة لا تستطيع سوى أن تربي أطفالا ليصبحوا رجالا،لا تربي رجالا،لكن تستطيع أن توجههم،فقط ذلك،لأن الرجال هم من يربوننا ويعلموننا نحن النساء، ما نحن إلا مرآة تظهر علينا صورة تعكس تصرف الرجال ومعاملاتهم لنا،تلك الزوجة التي لم تعد تعطي لزوجها حنانا ولا تهتم به ولا تبتسم له،ما هو إلا نتيجة لمعالته هو لها،وإلا كيف تفسرون هذا الأمر؟؟ هل رأيتم أحدا يشتكي من زوجته في الشهور الأولى من زواجه منها؟؟لا، لماذا؟؟ ستقولون لأنها كانت لا تعرف شيئا لكن الآن تعلمت،أليس كذلك؟ وأنا أقول لكم والله صحيح،لكن لدي ملاحظة بسيطة،لو لاحظتم جيدا ما تقولنه لللاحظتم أن السبب في جوابكم،قلتم لأنها لم تكن تعلم شيئا والآن تعلمت،أليس كذلك؟ إذن أنا أسألكم مرة أخرى: في نظركم ممن تعلمت؟؟ هل عاشرت شخصا آخر غيرك؟؟ ألم تكن معك ليل صباح؟؟ ما الذي غيرها؟؟ أصدقاء؟؟لا،فالأصدقاء كانوا قبل أن تكون أنت،أمها؟؟ أيضا كانت قبل ان تكون أنت،وهل يعني الأصدقاء والأم يظهرون فقط بعد تلك الشهور الجميلة؟؟ لا يا رجال،العيب منكم أنتم،صلاح المرأة أو فسادها بصلاحكم أنتم أو فسادكم أنتم،كما تعاملونها ستعاملكم،بل أحسن،فالمرأة من طبيعتها حنونة وطيبة،ولست أقول هذا لأنني لست رجلا،لا والله،وإنما أقول هذا لأن الله هو الذي خلقها على تلك الفطرة،ليتكم يا رجال تعلمون أن كلمة بسيطة وصغيرة منكم،لكن صادقة وجميلة وحنونة تجعل المرأة تتخدك سيدا لها،ليتك تعلم يا من يعيب زوجته أن مفتاح سعادتكما وصلاح زوجتك بيدك،ليتك تعلم أيها الزوج أن المرأة ستجعل منك عالمها لو فقط أحسنت إليها،كلمة منك يمكن أن تحيي قلبها بحبك أو تميته،هدية بسيطة منك لها تجعلك تسعد بشكرها لك أياما طويلة،ليتكم تعلموا يا رجال أن المرأة ليست بوحش ولا شيء،وإنما هي فقط مثل الطفل،محتاجة إلى تربية،تتربى بأفعالكم ومعاملاتكم لها،فإن وجدتم فيها خيرا فاحمدوا الله واشكروه لأنه أعانكم على حسن تربيتها،و إن وجدتم فيها شرا،فلا تلومن إلا أنفسكم.
هذا هو تفكيري البسيط أخي المسك،والحقيقة مازال لدي ما أقوله،لكن لا أريد أن أطيل عليك فتمل،ثم إن خير الكلام ما قل ودل،أليس كذلك.
في أمان الله.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
|