عرض مشاركة مفردة
  #15  
قديم 13-04-2004, 05:20 AM
Almusk Almusk غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: الخليج
المشاركات: 3,051
إفتراضي

أعود من حيث بدأنا فأقول وبالله التوفيق...

قال تعالى:

((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) الذاريات (56)

هي كرامة من الله تعالى إمتن بها على عبادة أن يكونوا له عبّادا متذللين له خاضعين لأوامره جل وعلا يعمرون أرضه بتحقيق العبودية الحقة له تبارك وتعالى ولذلك لوازم (علنا نعود إليها)...ووبهذه اللوازم تتحقق الحكمة التي من أجلها أوجدنا الله في هذا الوجود...والله جل شأنه جعل لنا إرادة حيث أن العلم بالله و وجوده والإعتراف بأنه الخالق الرازق جزء من العبادة ولكنها لا تكفي مالم تقرن بالعمل الخالص لله تعالى المتبع لهدي رسوله صلى الله عليه وسلم .....

ولذلك قال الله تعالى:
((وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)) البينة (5)

فالكفار يقرون بأن الله هو الخالق الرازق وهذه عبودية لله...لكن لما صاحبها شرك به جل وعلا أو عدم استجابة وخضوع وتذلل لأوامره، ما نفعهم هذا الإقرار....ولذلك احتج الله تعالى عليهم بقوله:

((قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ)) يونس (31)

والآيات الدالة على وجوب توحيد الله والخضوع له بالعبودية الحقة واجتناب الطاغوت كثيرة منها قوله تعالى:

((وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ)) الزخرف (45)

((إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي)) طه (14)

((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ(( الأنبياء (25)

((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)) النحل (36)

والعبادة: هي اسم جامع لكل ما يحبة الله ويرضاه .......فالحكمة من وجودك في هذا الوجود أخي وأختي هو: أن لا تفعل إلا ما يرضي الله....كيف الوصول لذلك؟؟؟...عن طريق اتباع نهج رسوله صلى الله عليه وسلم فقط....لا يوجد طريق أخر ....يقول تعالى:

((وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) الأنعام (153)

روى عن ابن مسعود رضى الله عنه قال: (خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده ثم قال هذا سبيل الله مستقيما، وخط عن يمينه وشماله ثم قال هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ثم قرأ ((وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)) رواه أحمد الحاكم وقال صحيح

ويقول جل وعلا ((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) آل عمران (31)

فياسعادة من اتبع الرسول وحقق معنى العبودية لربه وخالقه.....الأنسان يعلو ويسمو عند الله بقدر ما يحقق من العبودية له جل وعلا...لأن في ذلك تحقيق للحكمة التي أوجده الله من أجلها......خذ مثالا....

الحكمة من إحضارك الثلاجة في بيتك هو أنها تحفظ لك الطعام وتبرد الماء بمستوا متوسط مقبولا...أليس كذلك؟
وكلما كانت تقوم بمهمتها على الوجه الأكمل كلما كانت منسجمة مع ما أنت أوجتها من أجله...وكلما كنت راض عنها وعن آدائها...
فإذا زادت برودتها عن المطلوب فهي لا تحقق مرادك والحكمة التي أنت أوجدتها من أجلها....فلا قيمة لها عندك بالنسبة لمرادك منها؟
وإن خفت برودتها عن المطلوب فهي لا تحقق مرادك والحكمة التي أنتن أوجدتها من أجلها....فلا قيمة لها عندك بالنسبة لمرادك منها؟
والسبب في فقدان قيمتها ليس لأن أجزاء منها فقدت ولا لأن لونها تغير ولا نظافتها ولا شكلها الخارجي بل ربما تكون على أجمل صورة ...لكن الذي تغير واختلف هو عدم تحقيقها لمرادك أنت بغض النظر عن شكلها وصورتها وجمالهاأو نظافتها...أي أن الحكمة من وجودها عندك لم تتحقق...فبالتالي أنت غير راض عنها وربما حتى عن بقائها فهي بالنسبة لك ليست ذات قيمة مالم تحقق رغبتك في التبريد....

فقس على ذلك أيها الحبيب... من وجودك في هذه الحياة وكيف تكون ذا قيمة عند خالقك الذي أرادك وأوجدك من أجل أن تعبده وجعل الحكمة من وجودك هو توحيده والتذلل له والخضوع له وطاعتة وتحقيق العبودية الحقة له جل وعلا...ورسم لك الطريق ويسره لك....فهل يا ترى تحب أن تكون عاليا عند مولاك...أم تحب أن تكون عاليا عن الشيطان ؟؟؟؟

فاعلم يا أخي أن لم تكون عاليا مرضيا عنك عند خالقك ....فستكون عاليا مرضيا عنك عند شيطانك!!!!!..فاختر لنفسك ما تستحقه ومايناسبها؟؟؟؟

فلا تغتر بمن عنده مال كثير أو حسن المظهر والملبس أو أنه شجاع أو ذا منصب عالي في الدنيا مثلا أو فصيح اللسان وغير ذلك من مزايا ... وهو لم يحقق الحكمة من وجوده في هذه الحياة...لا تغتر به إذ هو ليس ذا قيمة عند الله مثله مثل الثلاجة الخربانة التي لا تقوم بوضيفتها التي أوجدت من أجلها...

والسؤال الذي يطرح نفسه ...هو كيف الوصول والمداومة على تحقيق العبودية الحقة لله؟؟؟؟؟؟
أو كيف يرتقي الإنسان بنفسه ويكون عالي المنزلة عند خالقه جل شأنه؟؟؟؟


والله أعلم وأحكم..سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك...