عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 29-04-2004, 09:01 AM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله(صلوا على الحبيب)

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،(وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً {86})
[HR]

ولو سمحتم لي بكلمة إخوتي الكرام،أقول،والله أعلم على كل حال،أن الأمر فقط فيه سوء فهم،فمن يقول أن الإحتفال بالمولد النبوي غير جائز ومن يقول أن الإحتفال به جائز،كلهم أئمة كبار وشيوخ الإسلام كما لاحظتم أكيد،ولو تعمقتم جيدا في الأمر لرأيتم أنه في الحقيقة يقولون نفس الشيء،ومن لا يفهم ويؤول ويبدع هم نحن،فانظروا لماذا يحرم الشيوخ الكبار جواز الإحتفال به،فهذا على قول الشيخ ابن باز رحمه الله: "إن غالب هذه الاحتفالات بالموالد مع كونها بدعة لا تخلو من اشتمالها على منكرات أخرى ؛ كاختلاط النساء بالرجال ، واستعمال الأغاني والمعازف ، وشرب المسكرات والمخدرات ، وغير ذلك من الشرور ، وقد يقع فيها ما هو أعظم من ذلك وهو الشرك الأكبر ، وذلك بالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو غيره من الأولياء ، ودعائه والاستغاثة به وطلبه المدد ، واعتقاد أنه يعلم الغيب ، ونحو ذلك من الأمور الكفرية التي يتعاطاها الكثير من الناس حين احتفالهم بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وغيره ممن يسمونهم بالأولياء"،لكن هذا أيضا قوله: "أما الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي من أفضل القربات ، ومن الأعمال الصالحات ، كما قال تعالى : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يآ أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ) ( سورة الأحزاب : 56 ) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه بها عشراً " ، وهي مشروعة في جميع الأوقات ، ومتأكدة في آخر كل صلاة ، بل واجبة عند جمع من أهل العلم في التشهد الأخير من كل صلاة ، وسنة مؤكدة في مواضع كثيرة ، منها بعد الأذان ، وعند ذكره عليه الصلاة والسلام ، وفي يوم الجمعة وليلتها ، كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة
"،فقارنوا هذا الكلام مع كلام الأئمة الكبار ابن تيمية وابن كثير وغيرهم مما ذكر الأخ الفاضل صلاح الدين،وهذه بعض الإقتباسات:

إقتباس:
الاجتماع على القراءة والدعاء حسن مستحب.

إقتباس:
أفضل ذكرى في أيامنا هي ذكرى المولد النبوي. ففي هذا اليوم يكثر الناس من الصدقات ويزيدون في العبادات ويبدون كثيراً من المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم ويحمدون الله تعالى كثيراً بأن أرسل إليهم رسوله ليحفظهم على سنة وشريعة الإسلام


فما تحريم جواز الإحتفال بالمولد النبوي سوى خوفا من الوقوع في تلك المعاصي،فعندما توجد إمكانيتان في أمر واحد،واحدة جيدة وأخرى غير جيدة،فمن الأحسن أن يتفق الناس على تحريمها خوفا من الوقوع في الإمكانية الغير الجيدة،وهذا ما أظنه يفعله العلماء ليس إلا،وهذا في نظري جيد وجائز،فكما قال الإمام الكبير الشافعي رحمه الله: التوبة واجبة لكن ترك المعاصي أوجب،يمكننا أن نرى هذه المسألة على هذا الشكل،حَسَنٌ أن نحتفل بالمولد النبوي الشريف،لكن بما أنه يمكن للناس أن يؤولوا الإحتفال بشكل آخر لا علاقة له بالأمر،فمن الأحسن أن نترك الإحتفال به،لكن هذا لا يمنع أبدا أن نقول أنه بسبب عدم جواز الإحتفال لن نفعل الخيرات في ذلك اليوم المبارك أو لن نصلي أكثر أو لن نجتمع لذكر الله،بلى،فالشيء إن لم يكن أبيضا ليس من الواجب أن يكون أسودا،فلماذا لا ننظر إلى تحريم الإحتفال بالمولد النبوي الشريف فقط من باب وضع حد للفتنة والمعاصي ليس إلا،ولا نظلم ونسء الظن بعلماء كبار بقول أنهم لا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم و... ثم إن الإحتفال الحقيقي بالمولد النبوي الشريف،ليس هو إعلان ذلك في كل مكان ولا بإقامة حفلات ولا أي شيء،بل هو أن نقر في بيوتنا أو نجتمع في المساجد أو في البيوت (دون الإختلاط) لنصلي عليه صلى الله عليه وسلم ونذكر الله كثيرا ونذكر سيرته ونُذَكِّر الناس بمواقف مر بها ،هو وأصحابه الكرام،والتصدق على الفقراء وغير ذلك من الأعمال الصالحة التي تقربنا إليه،رغم أن هذا يجب أن نفعله كل يوم،لكن لا بأس أن نكثر من ذلك خصيصا في هذا اليوم،يعني في المولد النبوي الشريف،حبا للرسول صلى الله عليه وسلم،هذا هو الإحتفال الحقيقي وليس بأن نجتمع على أكل وضحك وغفلة ونقول أنه احتفالنا بالحبيب صلى الله عليه وسلم،فلا،والله هذا ليس احتفال به صلى الله عليه وسلم،فالإحتفال الحقيقي هو احتفال القلب بمن يحب،واحتفال قلبك سيكون بذكر الله تعالى كثيرا وحمده على بعثة الحبيب صلى الله عليه وسلم،وبذكر النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا وتذكر سيرته ومواقفه وكل شيء،فما الأكل ولا الشرب ولا الضحك بما سيقربك إلى حبيبك صلى الله عليه وسلم وما هو برمز حبك له،وإنما هو عملك الصالح الذي ستقوم به في ذلك اليوم،من صلاة وذكر وصدقة وإحسان للناس،بدءا بأهلك وأقربائك بصلة رحم لوجه الله تعالى،هذا هو الإحتفال الحقيقي،فالأئمة الكبار والشيوخ لا يقصدون هذا بتحريم هذا الإحتفال،وحاش أن نقول فيهم ذلك،بل هم فقط يقصدون من تحريمهم لذلك الإحتفال،تحريم الشعودة والمعاصي التي ترتكب في ذلك اليوم المبارك بسبب الغفلة،فقط ذلك.من هذا أخرج بخلاصة،أنه ما قدمه لنا الأخ الفاضل دايم العلو،جزاه الله عليه خيرا،وما قدمه لنا الأخ الفاضل صلاح الدين،جزاه الله عليه خيرا أيضا.

هذا ما أظن والله أعلم على كل حال.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لذنبي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ولكافة أمة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.ورحم الله شيوخ الإسلام وأئمة الهدى ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

بسم الله الرحمن الرحيم: { تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين} صدق الله العظيم.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.