ويقول الشيخ الشعراوي * رحمه الله :
بسم الله بركة واستعانة ، والحمد لله ثناء واستزادة ، وصلى الله على سيدنا محمد أذن الخير التي ا ستمعت لآخر إرسال السماء لهدى الأرض ، ولسان الصدق الذي حمل للعالم مطلوب الحق من الخلق .. وبعد
فإن الله يأمر في كتابه الكريم بقوله ( وذكرهم بأيام الله ) [إبراهيم : 5 ]
وخير أيام الله هي ميلاده صلى الله عليه وسلم ، لأن بعثته وهجرته وانتصاره ثمرات ليوم الميلاد .
إذن .. فيوم الميلاد المبارك هو الأصل الذي تفرعت عنه كل أمجاد الرسالات في الأرض ، وإذا كان المسلمون يحتفلون بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلنضمن عند الله ثوابهم على هذه الحفاوة أن تكون كما يحب الله ، وكما يرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
إذا اختلف الناس في شرعية الاحتفال بالميلاد أو عدم شرعيته فعلينا أن نفرق بين فكرة الاحتفال بالميلاد ، وبين ما يحدث في هذا الاحتفال ، فليس لأحد أن ينكره بعدما احتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه بميلاده حين سئل عن صيام يوم الإثنين فقال : ( ذاك يوم ولدت فيه )
إذن فرسول الله صلى الله عليه وسلم احتفل بميلاده ، ولكن بماذا احتفل ؟
إنه احتفل بأمر مشروع من الله تعالى ، وهو الصيام .
إذن .. فعلينا أن نبحث في كيفية الاحتفال بالميلاد لا في شرعية الميلاد .
فالاحتفاء به صلى الله عليه وسلم يجب أن يكون من جنس ما افترض الله على عباده ، صلاة له وصياماً له ، وتقرباً له سبحانه ومتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم.
وعلى ذلك نكون قد ضمنا شرعية المولد ، وكذلك شرعية ما يحدث في المولد، فعلينا أن نستقبل ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم بصلوات الشكر لله عز وجل الذي بعث هذا الرسول ، وعلينا أن نستقبل ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم ، بالاستغفار من كل ذنب يغضب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعلينا أن نحتفل بميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم أن نصوم لله شكراً له سبحانه على ما أنعم على الدنيا بميلاد خير البرية .
والله سبحانه وتعالى هو المسؤول يتولانا في كل ما نقصد به وجهه ، ويبرؤنا في كل شيء قصدنا به وجهه ، فداخلنا فيه ما ليس لله .
كما أن الفرحة بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تسول للناس أن يفرحوا غيرهم بشتى الأشياء ، بالحلوى يأكلونها ، وبالطعام يتصدقون به ، وبكل شيء يفرح الأهل والأحباب .
* - [ من مقدمة كتابه : حفاوة المسلمين بميلاد خير المرسلين ]
منقول
|